لماذا لا ينزل هذا العذاب الرباني والتأديب الإلهي ببلاد الكفر والالحاد وينزل بهؤلاء المساكين المسلمين الضعفاء؟.
الجواب: مثلما تحال الجرائم الكبيرة الى محاكم جزاء كبرى، وتُعهد اليها عقوبتها بالتأخير، بينما تحسم الجنايات الصغيرة والجَنح في مراكز الأقضية والنواحي، كذلك فان القسم الأعظم من عقوبات أهل الكفر وجرائم كفرهم وإلحادهم يؤجل الى المحكمة الكبرى في الحشر الأعظم، بينما يعاقب أهل الايمان على قسم من خطيئاتهم في هذه الدنيا، وذلك بمقتضى حكمة ربانية مهمة(1).
السؤال الثالث:
لماذا تعم هذه المصيبة البلاد كلها، علماً انها مصيبة ناجمة من اخطاء يرتكبها بعض الناس؟
الجواب: ان أغلب الناس يكونون مشتركين مع اولئك القلة الظلمة، إما مشاركة فعلية، أو التحاقاً بصفوفهم أو التزاماً باوامرهم، أي يكونون معهم معنىً، مما يُكسب المصيبة صفة العمومية، اذ تعم المصيبة بمعاصي الأكثرية.
السؤال الرابع:
ما دامت هذه الزلزلة قد نشأت من اقتراف الخطايا والمفاسد، ووقعت كفّارة للذنوب، فلماذا تصيب الأبرياء اذن، ويحترقون بلظاها وهم لم يقربوا الخطايا والذنوب، وكيف تسمح العدالة الربانية بهذا؟
وكذلك بمعاونة تنبيه معنوي كان الجواب هو الآتي:
ان هذه المسألة متعلقة بسر القدر الإلهي، لذا نحيلها الى (رسالة القدر) ونكتفي بالآتي:
قال تعالى ﴿واتقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظَلَموا منكم خاصّة﴾(الانفال:25)
(1) وكذا فان ترك الروس وأمثالهم ديناً محرفاً ومنسوخاً واستهانتهم به لا يمس غيرة الله، مثلما تمسها الاستهانة بدين حق خالد وغير قابل للنسخ. لذا تمهل الارض اولئك وتغضب على هؤلاء.ـ المؤلف.