الكلمات | ذيل | 234
(230-237)

للكرة الأرضية الضخمة ـ التي هي مهد ما لا يحد من ذوي المشاعر وحضارتهم ومرجعهم ومأواهم ـ لا تبقى خارج الارادة والأختيار والقصد الإلهي، بل لا يبقى اي شئ خارجها، جزئياً كان ام كلياً.
ولكن القدير المطلق قد جعل الاسباب الظاهرة ستائر أمام تصرفاته بمقتضى حكمته المطلقة، اذ حالما تتوجه ارادته الى احداث الزلزلة، يأمر ـ أحياناً ـ معدناً من المعادن بالاضطراب والحركة، فيوقده ويشعله.
هب ان الزلزال نشأ فرضاً من حدوث انقلابات المعادن واضطراباتها، فلا يحدث أيضاً الاّ بأمر إلهي ووفق حكمته لا غير.
اذ كيف أنه من البلاهة والجنون، وضياع جسيم لحق المقتول، الاّ يؤخذ القاتل بنظر الاعتبار ويُحصر النظر في البارود المشتعل في طلقة بندقيته،كذلك فان الحماقة الاشنع منها الانسياق الى الطبيعة ونسيان الأمر الإلهي باشعال القنبلة المدخرة في جوف الارض بحكمته وارادته، تلك المأمورة المسخرة والسفينة والطائرة للقدير الجليل، فيأمرها سبحانه بالانفلاق إيقاظاً للغافلين وتنبيهاً للطغاة.

[ تتمة السؤال السادس وحاشيته ]
ان اهل الضلال والالحاد، يبدون تمرداً غريباً، وحماقة عجيبة الى درجة تجعل الانسان نادماً على انسانيته، وذلك في سبيل الحفاظ على مسلكهم المعوق لصحوة الايمان. فمثلاً:
ان العصيان الظالم المظلم، الذي اقترفه البشر في الآونة الاخيرة، والذي عم العالم وشمله، حتى اغضب العناصر الكلية. بل تجلت ربوبية خالق الارض والسموات بصفة رب العالمين وحاكم الاكوان ـ لا بصفة ربوبية جزئية خاصة ـ في العالم اجمع، وفي دائرة كلية واسعة، فصفع رب العالمين البشرية ببلايا وآفات عامة مرعبة كالحرب العالمية والزلازل والسيول العارمة والرياح الهوج والصواعق المحرقة والطوفانات المدمرة. كل ذلك ايقاظاً لهذا الانسان

لايوجد صوت