الكلمات | ذيل | 233
(230-237)

العناصر في وظيفة من وظائفه الكثيرة، فان سائر النتائج المترتبة على ذلك العنصر، تجعل هذه النتيجة الوخيمة في حكم الحسن والجميل، لأنها جميلة وحسنة اذ لو مُنع ذلك العنصر الغاضب على الانسان من تلك الوظيفة للحيلولة دون مجئ تلك النتيجة الوحيدة البشعة للوجود لتُركت اذن خيرات كثيرة بعدد النتائج الخيرة المترتبة على سائر وظائف ذلك العنصر. أي تحصل شرور كثيرة بعدد تلك النتائج الخيرة، حيث ان عدم القيام بخير ضروري، انما هو شر كما هو معلوم. كل ذلك للحيولة دون مجئ شر واحد! وما هذا الاّ منافاةٌ للحكمة. وهو قبح واضح، ومجافاة للحقيقة، وقصور مشين. بينما الحكمة والقدرة والحقيقة منزّهة عن كل نقص وقصور.
ولما كان قسم من المفاسد هو عصياناً شاملاً وتعدّياً فاضحاً على حقوق كثير من المخلوقات واهانة لها واستخفاف بها حتى يستدعي غـضب العناصر ولا سيــما الارض، فيثير غيظها، فلاشك أن الايعاز الى عنصر عظيم بأن يؤدب اولئك العصاة، اظهاراً لبشاعة عصيانهم وجسامة جنايتهم، انما هو عين الحكمة والعدالة، وعين الرحمة للمظلومين في الوقت نفسه.
 السؤال السادس:
يشيع الغافلون في الأوساط، ان الزلزلة ما هي الاّ نتيجة انقلابات المعادن واضطراباتها في جوف الأرض، فينظرون اليها نظر حادثة نجمت من غير قصد، ونتيجة مصادفة وأمور طبيعية، ولا يرون الاسباب المعنوية لهذه الحادثة ولا نتائجها، كي يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا من رقدتهم. فهل من حقيقة لما يستندون اليه؟
الجواب: لا حقيقة له غير الضلال، لاننا نشاهد ان كل نوع من الآف أنواع الأحياء التي تزيد على خمسين مليوناً على الكرة الأرضية، يلبس أقمصته المزركشة المنسقة ويبدّلها كل سنة، بل لا يبقى جناح واحد وهو عضو واحد من مئات اعضاء الذباب الذي لا يعد ولا يحصى، لا يبقى هذا العضو هملاً ولا سدىً بل ينال نور القصد والارادة والحكمة. مما يدل على ان الافعال والأحوال الجليلة

لايوجد صوت