الكلمات | ذيل | 232
(230-237)

وسرّ هذه الآية ما يأتي:
ان هذه الدنيا دار امتحان واختبار، ودار مجاهدة وتكليف، والاختبار والتكليف يقتضيان ان تظل الحقائق مستورة ومخفية، كي تحصل المنافسة والمسابقة، وليسمو الصديقون بالمجاهدة الى أعلى عليين مع أبي بكر الصديق، وليتردى الكذابون الى أسفل سافلين مع مسيلمة الكذاب.
فلو سلم الابرياء من المصيبة ولم يمسّهم سوء ولا أذى، لأصبح الايمان بديهياً، أي لاستسلم الكفار والمؤمنون معاً على حد سواء، ولأنتفى التكليف وانسدّ بابه، ولم تبق حاجة الى الرقي والسمو في مراتب الايمان.
 فما دامت المصيبة تصيب كلاً من الظالمين والمظـلومين معاً، وفق الحكمة الإلهية، فما نصيب اولئك المظلومين من العدالة الإلهية ورحمتها الواسعة؟.
الجواب: ان هناك تجلياً للرحمة في ثنايا ذلك الغضب والبلاء، لأن اموال اولئك الابرياء الفانية ستخلد لهم في الآخرة، وتدّخر صدقة لهم، أما حياتهم الفانية فتتحول الى حياة باقية بما تكسب نوعاً من الشهادة، أي ان تلك المصيبة والبلاء بالنسبة لأولئك الأبرياء نوعٌ من رحمة إلهية ضمن عذاب أليم موقت، حيث تمنح لهم بمشقة وعذاب مؤقتين، وقليلين نسبياً، غنيمة دائمة وعظيمة.
 السؤال الخامس:
ان الله سبحانه وتعالى، وهو العادل الرحيم، والقدير الحكيم، لا يجازي الذنوب الخاصة بعقوبات خاصة، وانما يسلط عنصراً جسيماً كالأرض، للتأديب والعقاب. فهل هذا يوافق شمول قدرته وجمال رحمته سبحانه؟.
الجواب: لقد اعطى القدير الجليل كلَّ عنصرٍ من العناصر وظائف كثيرة، ويُنشئ على كلٍ من تلك الوظائف نتائج كثيرة. فلو ظهرت نتيجة واحدة قبيحة ـ أي شر ومصيبة وبلاء ـ من عنصر من

لايوجد صوت