بل يظهر احدهم جهلاً اشد من جهل ابي جهل، اذ يسند حادثة ربوبية مقصودة خاصة، يرجعها الى احد قوانين الفطرة، وكأن القانون هو الفاعل! فيقطع بهذا الاسناد نسبة تلك الحادثة الى الارادة الإلهية الكلية واختياره المطلق وحاكميته النافذة والتي تمثلها سننه الجارية في الوجود.. ثم تراه يحيل تلك الحادثة الى المصادفة والطبيعة! فيكون كالابله العنيد الذي يحيل الانتصار الذي يحرزه جندي او فرقة، في الحرب، على نظام الجندية وقانون العسكرية، ويقطعه عن قائد الجيش، وسلطان الدولة، والافعال الجارية المقصودة.
ولننظر الى حماقتهم الفاضحة بهذا المثال:
اذا ما صنع صناع ماهر مائة اوقية من مختلف الاطعمة، ومائة ذراع من مختلف الاقمشة، من قطعة صغيرة من خشب لا يتجاوز حجمها قلامة اظفر. وقال احدهم ان هذه الاعمال الخارقة قامت بها تلك القطعة الخشبية التافهة! ألا يرتكب حماقة عجيبة؟ فهذا شبيه بمن يبرز بذرة صلدة وينكر خوارق صنع الصانع الحكيم في خلق الشجرة، بل يحط من قيمة تلك الامور المعجزة باحالتها الى مصادفة عشواء او عوامل طبيعية!
والامر كذلك في هذا...
السؤال السابع:
كيف يفهم بان هذه الحادثة الأرضية متوجهة بالذات الى مسلمي هذه البلاد، أي انها تستهدفهم؟ ولماذا تقع بكثرة في جهات (أزمير) و(ارزنجان).
الجواب: ان هناك امارات كثيرة على ان هذه الحادثة استهدفت أهل الإيمان، اذ وقوعها في قارس الشتاء وفي ظلمة الليل، وفي شدة البرد، وخاصة في هذه البلاد التي لا تحترم شهر رمضان، واستمرارها الناشئ من عدم اتعاظ الناس منها، ولإيقاظ الغافلين من رقدتهم بخفة.. وامثالها من الأمارات تدل على ان هذه الحادثة