الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 254
(248-260)

﴿وما امرُ الساعةِ الاّ كلمحِ البصر أو هو أقرب﴾ (النحل:77) فيعلن قدرته المطلقة ويبين ان الحشر والقيامة بالنسبة لتلك القدرة هي في منتهى السهولة واليسر، وان الاشياء كلها مسخّرة لأوامره ومنقادة اليها كمال الانقياد، وانه يخلق الاشياء دون معالجة ولا مزاولة ولا مباشرة، ولأجل الإفادة عن السهولة المطلقة في ايجاد الاشياء عبّر القرآن المبين انه سبحانه وتعالى يفعل ما يريد بمجرد الأمر.
والخلاصة: ان قسماً من الآيات الكريمة يعلن منتهى الاتقان وغاية الحكمة في خلق الاشياء ولا سيما في بداية الخلق. وقسماً آخر يبين السهولة المطلقة والسرعة المطلقة ومنتهى الانقياد وعدم الكلفة في ايجاد الاشياء ولا سيما في تكرار ايجادها واعادتها.
 الشعاع الثالث:
يا نفسي الموسوسة! يا من تجاوزت حدكِ ! انك تقولين: ان قوله تعالى ﴿ما مِن دابةٍ الاّ هو آخذٌ بناصيتها﴾ وكذا قوله تعالى ﴿بيده ملكوتُ كلّ شيء﴾ (يس:83) وكذا قوله تعالى ﴿ونحنُ اقربُ اليه من حبل الوريد﴾.. هذه الآيات الجليلة تبين منتهى القرب الإلهي بينما آيات اخرى مثل قوله تعالى: ﴿واليه ترجعون﴾ ﴿تعرُج الملائكةُ والروحُ اليه في يوم كان مقدارُه خمسين الف سنة﴾(المعارج:4) وكذا قول الرسول الكريم y في الحديث الشريف (...سبعين الف حجاب) وكذا حقيقة المعراج.. كل هذه تبين منتهى بعدنا عنه سبحانه.
فأريد ايضاحاً لتقريب هذا السر الغامض الى الاذهان!
الجواب: ولهذا استمع!
اولاً: لقد ذكرنا في ختام الشعاع الأول؛ ان الشمس بنورها غير المقيد، ومن حيث صورتها المنعكسة غير المادية، اقرب اليك من بؤبؤ عينك ـ التي هي مرآة لنافذة روحك ـ الاّ انك بعيد عنها غاية

لايوجد صوت