الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 255
(248-260)

البعد، لانك مقيد ومحبوس في المادة. ولا يمكنك ان تمس الاّ قسماً من صورها المنعكسة وظلالها ولا تقابل الاّ نوعاً من جلواتها الجزئية، ولا تتقرب الاّ لألوانها التي هي في حكم صفاتها، ولطائفة من اشعتها التي هي بمثابة طائفة من اسمائها.
ولو اردت ان تتقرب الى المرتبة الاصلية للشمس، واردت ان تقابلها بذاتها، لزم عليك التجرد عن كثير جداً من القيود والمضي من مراتب كلية كثيرة جداً، وكأنك تكبر معنىً ـ من حيث التجرد ـ بقدر الكرة الارضية وتنبسط روحاً كالهواء، وترتفع عالياً كالقمر، وتقابل الشمس كالبدر. ومن بعد ذلك يمكنك ان تدّعي نوعاً من القرب دون حجاب.
(ولله المثل الاعلى) فالجليل ذو الكمال والجلال، ذلك الواجب الوجود، الموجد لكل موجود، النور السرمد، سلطان الازل والابد، اقرب اليك من نفسك، وانت بعيد عنه بعداً مطلقاً.
فان كانت لديك قوة الاستنباط، فطبّق ما في التمثيل من الدقائق على الحقائق.
ثانياً: ان اسم القائد ـ مثلا ـ من بين اسماء السلطان الكثيرة ـ يظهر في دوائر متداخلة في دولته، فابتداءً من الدائرة الكلية للقائد العام العسكري ودائرة المشير والفريق حتى يبلغ دائرة الملازم والعريف. اي أن تجلي ظهوره يكون في دوائر واسعة ودوائر ضيقة وبشكل كلي وجزئي.
فالجندي، أثناء خدمته العسكرية، يتخذ من مقام العريف مرجعاً له، لما فيه من ظهور جزئي جداً للقيادة. ويتصل بقائده الاعلى بهذا التجلي الجزئي لإسمه، ويرتبط به بعلاقة، ولكن لو اراد هذا الجندي ان يتصل بالقائد الاعلى باسمه الأصلي، وان يقابله بذلك العنوان ينبغي له الصعود وقطع المراتب كلها من مرتبة العريف الى المرتبة الكلية للقائد العام.

لايوجد صوت