الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 259
(248-260)

ذيل صغير
ان القدير العليم والصانع الحكيم، يُظهر قدرته وحكمته، وعدم تدخل المصادفة في اي فعل من افعاله قطعاً، بالنظام والتناسق الذي تظهره عاداتُه التي هي على صورة القوانين الكونية.. وكذا يُظهر سبحانه بشواذ القوانين الكونية، وبخوارق عاداته، وبالتغيرات الظاهرية، وباختلاف التشخصات، وبتبدل زمان النزول والظهور.. يُظهر مشيئته وارادته، وانه الفاعل المختار، وان اختياره لا يرضخ لأي قيد كان، ممزقاً بهذا ستار الرتابة والاطراد، فيُعِلم: ان كل شيء، في كل آن، في كل شأن من شؤونه، في كل ما يخصه ويعود اليه، محتاج اليه سبحانه، منقاد لربوبيته.. وبهذا يشتت الغفلة، ويصرف الانظار، انظار الجن والانس عن الاسباب الى مسبب الاسباب.
وعلى هذا الاساس تتوجه بيانات القرآن الكريم.
فمثلاً: يحدث في اغلب الاماكن، أن قسماً من الاشجار المثمرة، تثمر سنة، اي تُعطى اليها من خزينة الرحمة، وهي بدورها تسلّمها الينا. ولكن السنة الاخرى تستلم الثمرة الاّ انها لا تعطيها، رغم وجود الاسباب الظاهرية للاثمار.
ومثلاً: ان اوقات نزول المطر ـ بخلاف الامور اللازمة الاخرى ـ متحولة ومتغيرة الى درجة دخلت ضمن المغيّـبات الخمسة إذ إن أهم موقع في الوجود هو للحياة والرحمة، والمطر منشأ الحياة والرحمة الخالصة، لذا فان ذلك الماء الباعث على الحياة، والرحمة المهداة، لا

لايوجد صوت