فيها ويحض عليها رمزاً الى النظر الى ما بين يديه من مهنة مقدسة وطب رباني عظيم.
فهذه الآية الكريمة تشير الى:
(انه يمكن ان يُعثر على دواء يشفي أشد الامراض المزمنة والعلل المستعصية، فلا تيأس ايها الانسان، ولا تقنط ايها المبتلى المصاب، فكل داء مهما كان له دواء، وعلاجه ممكن، فابحث عنه، وجِدْه، واكتشفه، بل حتى يمكن معالجة الموت نفسه بلون من الوان الحياة الموقتة).
فالله سبحانه يقول بالمعنى الاشاري لهذه الآية الكريمة:
لقد وهبتُ لعبد من عبادي تَركَ الدنيا لأجلي، وعافها في سبيلي، هديتين: احداهما دواء للاسقام المعنوية، والاخرى علاج للامراض المادية. فالقلوب الميتة تُبعث بنور الهداية، والمرضى الذين هم بحكم الاموات يجدون شفاءهم بنفث منه ونفخ، فيبرأون به. وانت ايها الانسان! بوسعك ان تجد في صيدلية حكمتي دواء لكل داء يصيبك، فاسعَ في هذه السبيل، واكشف ذلك الدواء فانك لا محالة واجده وظافر به.
وهكذا ترى كيف ترسم هذه الآية الكريمة أقصى المدى وأبعد الأهداف التي يصبو اليها الطب البشري من تقدم.
فالآية تشير الى ذلك الهدف وتحث الانسان على الوصول اليه.
ومثلاً: ﴿وألنّا لَهُ الحديدَ﴾ (سبأ:10)
﴿وآتيناهُ الحكمةَ وفصلَ الخطاب﴾ (ص:20)
هاتان الآيتان تخصان معجزة سيدنا داود عليه السلام. والآية الكريمة ﴿وأسَلنا له عَينَ القِطرِ﴾ (سبأ:12) تخص معجزة سيدنا سليمان عليه السلام. فهذه الآيات تشير الى:
ان تليين الحديد نعمة إلهية عظمى، اذ يبين الله به فضل نبيٍ عظيم. فتليين الحديد وجعله كالعجين، واذابة النحاس وايجاد المعادن وكشفها هو اصل جميع الصناعات البشرية، واساسها. وهو أم التقدم