ان الجن الذين يلون الانسان في الأّهمية في سكنى الأرض من ذوي الشعور، يمكن ان يصبحوا خداماً للانسان، ويمكن ايجاد علاقة ولقاء معهم، بل يمكن للشياطين ان يضعوا عداءَهم مع الانسان ويخدموه مضطرين كما سخّرهم الله سبحانه وتعالى لعبدٍ من عباده المنقادين لأوامره.
بمعنى ان الله سبحانه يخاطب الانسان بالمعنى الرمزي لهذه الآيات: (أيها الانسان! اني اسخّر الجن والشياطين واشرارهم لعبدٍ قد أطاعني واجعلهم منقادين اليه مسخرين له، فانت ان سخّرت نفسك لأمري واطعتني، قد تُسخّر لك موجودات كثيرة بل حتى الجن والشياطين) .
فالآية الكريمة تخط أقصى الحدود النهائية، وتعيّن أفضل السبل القويمة للانتفاع، بل تفتح السبيل أيضاً الى تحضير الارواح ومحادثة الجن الذي ترشح من امتزاج فنون الانسان وعلومه، وتظاهر مما تنطوي عليه من قوى ومشاعر فوق العادة، المادية منها والمعنوية. ولكن ليس كما عليه الامر في الوقت الحاضر حيث أصبح المشتغلون بهذه الأمور موضع استهزاء بل ألعوبة بيد الجن الذين ينتحلون أحياناً اسماء الأموات. وغدوا مسخّرين للشياطين والارواح الخبيثة، وانما يكون ذلك بتسخير أولئك باسرار القرآن الكريم مع النجاة من شرورهم.
ثم ان الآية الكريمة:
﴿فارسلنا اليها روحَنا فتمثلَ لها بشراً سَويّاً﴾ (مريم:17).
هذه الآية وامثالها التي تشير الى تمثل الارواح، وكذا الآيات المشيرة الى جلب سيدنا سليمان - عليه السلام - للعفاريت وتسخيرهم له . هذه الآيات الكريمة مع اشارتها الى تمثل الروحانيات فهي تشير الى تحضير الأرواح ايضاً. غير ان تحضير الارواح الطيبة - المشار اليه في الآيات - ليس هو بالشكل الذي يقوم به المعاصرون من إحضار الارواح الى مواضع لهوهم واماكن ملاعبهم والذي هو هزل