الكلمات | المقام الثاني | 342
(324-346)

فيعبر بتعابير متنوعة رائعة معجزة مشيراً بها الى:
ان البشرية في أواخر ايامها على الارض ستنساب الى العلوم، وتنصب الى الفنون، وستستمد كل قواها من العلوم والفنون فيتسلم العلم زمام الحكم والقوة.
ولما كان القرآن الكريم يسوق جزالة البيان وبلاغة الكلام مقدماً ويكررهما كثيراً، فكأنه يرمز الى ان البلاغة والجزالة في الكلام - وهما من اسطع العلوم والفنون - سيلبسان ازهى حللهما واروع صورهما في آخر الزمان، حتى يغدو الناس يستلهمون أمضى سلاحهم من جزالة البيان وسحره، ويستلمون أرهب قوتهم من بلاغة الاداء، وذلك عند بيان أفكارهم ومعتقداتهم لإقناع الاخرين بها، أو عند تنفيذ آرائهم وقراراتهم..
نحصل مما سبق: أن أكثر الآيات الكريمة انما هي مفتاح لخزينة كمال فائق، ولكنز علمي عظيم. فان شئت ان تبلغ سماوات القرآن الكريم ونجوم الايات فاجعل (الكلمات العشرين السابقة) عشرين درجاً لسلم الوصول اليها(1)، وشاهدْ بها مدى سطوع شمس القرآن العظيم، وتأملْ كيف ينشر القرآن نوره باهراً على حقيقة الالوهية وحقائق الموجودات، والمخلوقات، وكيف ينشر الضياء الساطع على كل الموجودات.
النتيجة: ما دامت الآيات التي تخص معجزات الانبياء عليهم السلام لها نوع من الاشارة الى خوارق التقدم العلمي والصناعي الحاضر، ولها طراز من التعبير كأنه يخط أبعد الحدود النهائية لها.. وحيث أنه ثابت قطعاً أن لكل آية دلالات على معانٍ شتى بل هذا متفق عليه لدى العلماء.. ولما كان هناك أوامر مطلقة لإتباع الانبياء عليهم السلام والاقتداء بهم، لذا يصح القول:
انه مع دلالة الآيات المذكورة سابقاً على معانيها الصريحة هناك

(1) بل ان ثلاثاً وثلاثين كلمة وثلاثةً وثلاثين مكتوباً واحدى وثلاثين لمعة وثلاثة عشر شعاعاً سلمٌ ذو مائة وعشرين مرتبة للصعود. ــ المؤلف.

لايوجد صوت