المودعة فيك وتجمّلي بها، فانها تكفي للمشقات كلها، وللمصائب جميعها ما لم تبعثريها خطأ في أمور جانبية..
التنبيه الرابع:
يا نفسي الطائشة!.. يا تُرى هل ان اداء هذه العبودية دون نتيجة وجدوى؟! وهل ان أجرتها قليلة ضئيلة حتى تجعلك تسأمين منها؟. مع ان أحدنا يعمل الى المساء ويكدّ دون فتور إن رغّبه احدٌ في مالٍ أو أرهبه.
ان الصلاة التي هي قوتٌ لقلبك العاجز الفقير وسكينةٌ له في هذا المضيف الموقت وهو الدنيا. وهي غذاءٌ وضياء لمنزلك الذي لابد انك صائرة اليه، وهو القبر. وهي عهدٌ وبراءةٌ في محكمتك التي لا شك انك تحشرين اليها. وهي التي ستكون نوراً وبُراقاً على الصراط المستقيم الذي لابد انك سائرة عليه.. فصلاة هذه نتائجها هل هي بلا نتيجة وجدوى؟ أم انها زهيدة الاجرة؟..
واذا وَعَدَكِ أحدٌ بهدية مقدارها مائة ليرة، فسوف يستخدمك مائة يوم وانت تسعَين وتعملين معتمدة على وعده دون ملل وفتور، رغم انه قد يخلف الوعد. فكيف بمن وعدك، وهو لا يخلف الوعد قطعاً؟ فخُلف الوعد عنده محال! وعدك اجرةً وثمناً هي الجنة، وهدية عظيمة هي السعادة الخالدة، لتؤدي له واجباً ووظيفة لطيفة مريحة وفي فترة قصيرة جداً. ألا تفكرين في أنك ان لم تؤدي تلك الوظيفة والخدمة الضئيلة، أو قمتِ بها دون رغبة أو بشكلٍ متقطع، فانك اذن تستخفين بهديته، وتتهمينه في وعده! الا تستحقين اذن تأديباً شديداً وتعذيباً اليماً؟. الا يثير همتك لتؤدي تلك الوظيفة التي هي في غاية اليسر واللطف خوف السجن الابدي وهو جهنم، علماً انك تقومين باعمال مرهقة وصعبة دون فتور خوفاً من سجن الدنيا، واين هذا من سجن جهنم الابدي؟!
التنبيه الخامس:
يا نفسي المغرمة بالدنيا!.. هل ان فتورك في العبادة وتقصيرك