اذا وردت الى سوقٍ او الى مدينة بضائع مختلفة وأموال متنوعة لشخص عظيم، فهذه الأموال تُعرف مُلكيتها بشكلين اثنين:
الاول: شكل إجمالي عامي (أي لدى العامة من الناس) وهو : ( ان مثل هذه الأموال الطائلة ليس بمقدور أحدٍِ غيره ان يمتلكها) ولكن ضمن نظرة الشخص العامي هذه يمكن أن يحدث اغتصاب، فيدّعي الكثيرون امتلاك قِطَعها.
الثاني: أن تُقرأ الكتابة الموجودة على كل رزمة من رزم البضاعة، وتُعرف الطغراءُ الموجودة على كل طَول، ويُعلم الختمُ الموجود على كل مَعْلمَ. أي كلّ شئ في هذه الحالة يدل ضمناً على ذلك المالك.
فكما ان البضاعة يُعرف مالكُها بشكلين، كذلك التوحيد فانه على نوعين:
الاول: التوحيد الظاهري العامي: وهو (أنّ الله واحد لا شريك له ولا مثيل، وهذا الكون كلّه ملكه).
الثاني: التوحيد الحقيقي: وهو الايمان بيقين أقرب ما يكون الى الشهود، بوحدانيته سبحانه، وبصدور كلّ شئ من يد قدرته، وبأنه لا شريكَ له في ألوهيته، ولا معينَ له في ربوبيته، ولا ندَّ له في مُلكه، إيماناً يَهب لصاحبه الاطمئنان الدائم وسكينة القلب، لرؤيته آية قدرته وختمَ ربوبيته ونقشَ قلمه، على كل شئ. فينفتح شباكٌ نافذٌ من كل شئ الى نوره سبحانه.
وسنذكر في هذه (الكلمة) شعاعاتٍ تبيّن ذلك التوحيد الحقيقي الخالص السامي.
تنبيه ضمن اللمعة الاولى:
ايها الغافل الغارق في عبادة الأسباب!
إعلم أن الاسباب ليست الاّ ستائر امام تصرف القدرة الإلهية، لأن العزة والعظمة تقتضيان الحجاب، اما الفاعل الحقيقي فهو القدرة الصمدانية، لأن التوحيد والجلال يتطلبان هذا، ويقتضيان الاستقلال.