الكلمات | المقام الثاني | 402
(379-404)

منهما نور باهر، أظهرا حقيقة واحدة؛ هي حقيقة التوحيد.
فأحدهما: لسان عالم الشهادة، أشار الى تلك الحقيقة بأصابع الاسلام والرسالة وبيّنها بجلاء، بكل ما أوتي من قوة من خلال ألف من معجزاته وبتصديق جميع الأنبياء والأصفياء.
والآخر: هو بمثابة لسان عالم الغيب أظهر الحقيقة نفسها وأشار اليها بأصابع الحق والهداية، وعرضها بكل جدّ واصالة، من خلال أربعين وجهاً من وجوه الاعجاز، وتصديق من قبل جميع الآيات التكوينية للكون.. ألا تكون تلك الحقيقة أبهر من الشمس وأسطع منها، وأوضح من النهار وأظهر منه؟!!.
أيها الانسان الحقير المتمرّد السادر في الضلالة(1) كيف تتمكن ان تضارع هذه الشموس بما في رأسك من بصيص خافت هزيل؟ وكيف يمكنك الاستغناء عن تلك الشموس، وتسعى الى اطفائها بنفخ الأفواه؟ تباً لعقلك الجاحد، كيف تجحد ما قاله لسان الغيب ولسان الشهادة من كلام باسم رب العالمين ومالك الكون وتنكر ما دعا اليه من دعوة.
أيها الشقي الأعجز من الذباب والأحقر منه، مَن أنت حتى تورط نفسك في تكذيب مالك الكون ذي الجلال والاكرام؟ 
(1) هذا الخطاب موجه للذي حاول رفع القرآن وازالته. - المؤلف

لايوجد صوت