الناطق المحقق.. سيد الأنبياء والمرسلين، الحاملُ سرَّ اجماعهم وتصديقهم ومعجزاتهم.. وإمامُ الأولياء والصديقين الحاوي سرّ اتفاقهم وتحقيقهم وكراماتهم، ذو المعجزات الباهرة والخوارق الظاهرة والدلائل القاطعة المحققة المصدّقة له.. ذو الخصال الغالية في ذاته، والأخلاق العالية في وظيفته، والسجايا السامية في شريعته المكملة المنزّهة عن الخلاف، مهبط الوحي الرباني باجماع المنزِل والمنزَل والمنزّل عليه.. سيّار عالم الغيب والملكوت.. مشاهد الأرواح ومصاحب الملائكة.. انموذج كمال الكائنات شخصاً ونوعاً وجنساً.. أنور ثمرات شجرة الخلقة، سراج الحق برهان الحقيقة، تمثال الرحمة، مثال المحبة، كشاف طلسم الكائنات، دلاّل سلطنة الربوبية، المرمِز بعلوية شخصيته المعنوية الى أنه نصبَ عين فاطر العالم في خلق الكائنات.. ذو الشريعة التي هي بوسعة دساتيرها وقوتها تشير الى أنها نظام ناظم الكون ووضع خالق الكائنات.
نعم، ان ناظم الكائنات بهذا النظام الأتم الأكمل هو ناظم هذا الدين بهذا النظام الأحسن الأجمل، سيّدنا نحن معاشر بني آدم ومهدينا الى الايمان نحن معاشر المؤمنين، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه افـضل الصلوات واتمّ التسليمات ما دامت الأرض والسماوات فان ذلك الشاهد الصادق المصدّق يشهد على رؤوس الاشهاد منادياً، ومعلماً لأجيال البشر خلف الأعصار والأقطار، نداءً علوياً بجميع قوته وبغاية جدّيته وبنهاية وثوقه وبقوة اطمئنانه وبكمال إيمانه:
(أشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له).
اللمعة الثانية عشرة الساطعة كالشموس
ان هذه اللمعة الثانية عشرة من هذه الكلمة الثانية والعشرين لهي بحر الحقائق ويا له من بحر عظيم بحيث ان الكلمات الاثنتين والعشرين السابقة لا تكون الاّ مجرد اثنتين وعشرين قطرة منه. وهي منبع الأنوار ويا له من منبع عظيم بحيث ان تلك الكلمات الاثنتين والعشرين ليست سوى اثنتين وعشرين لمعة من تلك الشمس.