الكلمات | المقام الثاني | 401
(379-404)

نعم ان كل كلمة من تلك الكلمات (الاثنتين والعشرين) السابقة ما هي الاّ لمعة واحدة لنجمِ آيةٍ واحدة تسطع في سماء القرآن الكريم. وما هي الاّ قطرة واحدة من نهر آية تجري في بحر الفرقان الكريم، وما هي الاّ لؤلؤة واحدة من صندوق جواهر آيةٍ واحدة من كتاب الله الذي هو الكنز الأعظم، لذا ما كانت الرشحة الرابعة عشرة من الكلمة التاسعة عشرة الاّ نبذة من تعريف ذلك الكلام الإلهي العظيم، كلام الله الذي نزل من الاسم الأعظم.. من العرش الاعظم.. من التجلّي الأعظم للربوبية العظمى، في سعة مطلقة، وسموّ مطلق، يربط الأزل بالأبد، والفرش بالعرش، والذي يقول بكل قوته ويردد بكل قطعية آياته: (لا إله إلاّ هو) مشهداً عليه الكون قاطبة.
حقاً ان العالم كله ينطق معاً (لا إله الاّ هو).
فاذا نظرتَ الى ذلك القرآن الكريم ببصيرة قلب سليم، ترى ان جهاته الست ساطعة نيّرة، وشفافة رائقة، بحيث لا يمكن لظلمةٍ ولا لضلالة ولا لشبهة ولا لحيلة أيّاً كانت ان ترى لها شقاً وفرجة للدخول في رحابه المقدس قط، حيث ان عليه: شارة الاعجاز، تحته: البرهان والدليل، خلفه (نقطة استناده): الوحي الرباني المحض، أمامه: سعادة الدارين، يمينه: تصديق العقل باستنطاقه، شماله: تثبيت تسليم الوجدان باستشهاده. داخله: هداية رحمانية خالصة بالبداهة، فوقه: أنوار إيمانية خالصة بالمشاهدة. ثماره: الأصفياء والمحققون والأولياء والصديقون المتحلّون بكمالات الانسانية بعين اليقين.
فاذا ألصقت أذنك الى صدر لسان الغيب مصغياً فانك ستسمع من أعمق الأعماق صدىً سماوياً في غاية الأيناس والامتاع، وفي منتهى الجدية والسموّ المجهّز بالبرهان، يردّد: (لا اِله الاّ هو) ويكررها بقطعية جازمة ويفيض عليك من العلم اليقين بدرجة عين اليقين بما يقوله من حق اليقين.
زبدة الكلام: ان الرسول الكريم y ، والفرقان الحكيم الذي كل

لايوجد صوت