الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 476
(436-486)

التسبيحات واجملها، ويؤدي العبادات على أفضل الوجوه.
فان كنت أيها الانسان انساناً حقاً، فلا تقحم الطبيعة والمصادفة والعبثية والضلالة في هذه الأمور الجميلة، ولا تشوّه جمالها بعملك القبيح، فتكون قبيحاً.
القسم الرابع: هو الانسان، فالانسان الذي هو نوع من أنواع الخدم العاملين في هذا القصر، قصر الكون، هذا الانسان شبيه بالملائكة من جهة، وشبيه بالحيوان من جهة اخرى، اذ يشبه الملائكة في العبادة الكلية وشمول الاشراف واحاطة المعرفة وكونه داعياً الى الربوبية الجليلة، بل الانسان هو اكثر جامعية من الملائكة، لأنه يحمل نفساً شريرة شهوية - بخلاف الملائكة - وأمامه نجدان، له ان يختار، اما رقياً عظيماً أو تدنياً مريعاً. ووجه شبه الانسان بالحيوان هو انه يبحث في أعماله عن حظٍ لنفسه، وحصةٍ لذاته، لذا فالانسان له مرتّبان:
الأول: جزئي حيواني معجل
والثاني: كلي ملائكي مؤجل
ولقد ذكرنا في الكلمات الثلاث والعشرين السابقة قسماً من مكافأة ومرتّب الانسان ووظائفه، ومدارج رقيه وتدنيه، ولا سيما في الكلمة (الحادية عشرة والثالثة والعشرين) اذ فيهما تفصيل بيان، لذا نختصر هذا البحث ونختم بابه سائلين العلي القدير ان يفتح علينا أبواب رحمته ويوفقنا الى اتمام هذه الكلمة، راجين منه سبحانه وتعالى ان يعفو عن سيئاتنا ويغفر لنا خطايانا.

الغصن الخامس
لهذا الغصن خمس ثمرات:

لايوجد صوت