الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 484
(436-486)

حيث تذكرك بالحكم الشرعي، مما يعطي تصوّراً روحياً، وهذا التصور يذكرك بالشارع الجليل سبحانه، اي يعطي توجهاً إلهياً. وهذا هو الذي يسكب السكينة والطمأنينة في القلب.
اي ان انجاز الاعمال وفق السنة الشريفة يجعل العمل الفاني القصير مداراً للحياة الابدية، ذات ثمار خالدة. لذا فانصتي جيداً الى قوله تعالى:
﴿فآمنوا بالله ورسوله النبي الامّي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون﴾(الاعراف:158) واسعي ان تكوني مظهراً جامعاً شاملاً لفيض تجلٍ لكل اسم من تجليات الاسماء الحسنى المنتشرة في احكام السنة الشريفة والشرع.
 الثمرة الرابعة:
ايتها النفس! لا تقلدي أهل الدنيا، ولا سيما أهل السفاهة وأهل الكفر خاصة، منخدعةً بزينتهم الظاهرية الصورية، ولذائذهم الخادعة غير المشروعة، لانك بالتقليد لا تكونين مثلهم قطعاً، بل تتردىن كثيراً جداً، بل لن تكوني حتى حيواناً ايضاً، لأن العقل الذي في رأسك يصبح آلة مشؤومة مزعجة تنزل بمطارقها على رأسك، اذ ان كان ثمة قصر فخم فيه مصباح كهربائي عظيم تشعبت منه قوة الكهرباء الى مصابيح أصغر فأصغر موزعة في منازل صغيرة مرتبطة كلها بالمصباح الرئيس. فلو أطفأ أحدهم المصباح الكهربائي الكبير، فسيعم الظلام المنازل الأخرى كلها وتستولى الوحشة فيها، ولكن لأن هناك مصابيح في قصور أخرى غير مربوطة بالمصباح الكبير في القصر الفخم، فان صاحب القصر هذا إن أطفأ المصباح الكهربائي الكبير فان مصابيح صغيرة تعمل على الاضاءة في القصور الأخرى، ويمكنه ان يؤدي بها عمله، فلا يستطيع اللصوص نهب شئ منه.
فيا نفسي!
القصر الأول، هو المسلم، والمصباح الكبير، هو؛ سيدنا الرسول y في قلب ذلك المسلم، فإن نسيه وأخرج الايمان به من قلبه - والعياذ

لايوجد صوت