الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 483
(436-486)

كلماتك)(1) ونسبحك بجميع تسبيحات أنبيائك وأوليائك وملائكتك.
فكما ان الضابط المسؤول عن الجنود يقدم اعمالهم وانجازاتهم الى السلطان باسمه، كذلك هذا الانسان الذي هو ضابط على المخلوقات، وقائد للنباتات والحيوانات، ومؤهل ليكون خليفة على موجودات الارض، ويعدّ نفسه مسـؤولاً ووكيلاً عمّا يحدث فـي عالمه الخاص.. يقول بلسان الجميع: ﴿اياك نعبد واياك نستعين﴾ فيقدّم الى المعبود ذي الجلال جميع عبادات الخلق واستعاناتهم.. ويجعل الموجودات قاطبة كذلك تتكلم باسمه وذلك عند قوله:
سبحانك بجميع تسبيحات جميع مخلوقاتك، وبألسنة جميع مصنوعاتك.
ثم انه يصلى على النبي y باسم جميع الاشياء على الارض:
اللّهم صلّ على محمد بعدد ذرات الكائنات ومركباتها.. اذ ان كل شئ في الوجود له علاقة مع النور المحمدي عليه الصلاة والسلام.
وهكذا افهم حكمة الاعداد غير النهائية في التسبيحات والصلوات.
 الثمرة الثالثة:
فيا نفس! ان كنت حقاً تريدين ان تنالي عملاً أخروياً خالداً في عمر قصير؟ وان كنت حقاً تريدين ان تري فائدة في كل دقيقة من دقائق عمرك كالعمر الطويل؟ وان كنت حقاً تريدين أن تحوّلي العادة الى عبادة وتبدلي غفلتك الى طمأنينة وسكينة. فاتبعي السنّة النبوية الشريفة.. ذلك: لان تطبيق السنّة والشرع في معاملةٍ ما ، يورث الطمأنينة والسكينة، ويصبح نوعاً من العبادة، بما يثمر من ثمرات اخروية كثيرة.
فمثلاً: اذا ابتعت شيئاً، ففي اللحظة التي تطبق الامر الشرعي - الايجاب والقبول - فان جميع هذا البيع والشراء يأخذ حكم العبادة

(1) حديث صحيح اخرجه احمد في المسند 6/ 325 و 429-430 ومسلم برقم 2726 والترمذي 3626 تحفة. وقال: هذا حديث حسن صحيح وابو داود 2503 والنسائي 4/77 وابن ماجه-المترجم.

لايوجد صوت