الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 548
(487-598)

النفس التي من شأنها تزييد جموح النفس واثارة الهوى. ومن المعلوم ان شأن (القوة) هو (التجاوز). وشأن (المنفعة) هو (التزاحم) اذ هي لا تفي بحاجات الجميع وتلبية رغباتهم. وشأن (الصراع) هو (التصادم) وشأن (العنصرية) هو (التجاوز) حيث تكبر بابتلاع غيرها.
فهذه الدساتير والاسس التي تستند اليها هذه المدنية الحاضرة هي التي جعلتها عاجزة - مع محاسنها - عن ان تمنح سوى عشرين بالمائة من البشر سعادة ظاهرية بينما ألقت البقية الى شقاء وتعاسة وقلق.
أما حكمة القرآن فهي تقبل (الحق) نقطة استناد في الحياة الاجتماعية بدلاً من (القوة).. وتجعل (رضى الله ونيل الفضائل) هو الغاية والهدف، بدلاً من (المنفعة)..
وتتخذ دستور (التعاون) اساساً في الحياة، بدلاً من دستور (الصراع).. وتلتزم رابطة (الدين) والصنف والوطن لربط فئات الجماعات، بدلاً من (العنصرية والقومية السلبية).. وتجعل غاياتها (الحدّ من تجاوز النفس الامارة ودفع الروح الى معالي الامور وتطمين مشاعرها السامية لسوق الانسان نحو الكمال والمثل العليا لجعل الانسان انساناً حقاً).
ان شأن (الحق) هو (الاتفاق).. وشأن (الفضيلة) هو (التساند).. وشأن (التعاون) هو (اغاثة كل للآخر).. وشأن (الدين) هو (الاخوة والتكاتف).. وشأن (إلجام النفس وكبح جماحها واطلاق الروح وحثها نحو الكمال) هو (سعادة الدارين).
وهكذا غُلبت المدنية الحاضرة أمام القرآن الحكيم مع ما أخذت من محاسنَ من الاديان السابقة ولا سيما من القرآن الكريم.
وفي الدرجة الثالثة: سنبين - على سبيل المثال - اربعة مسائل فحسب من بين الاف المسائل:
 المسألة الاولى:

لايوجد صوت