عبثاً، ولن يحكم عليه بالفناء المطلق ويهرب الى العدم.
وانما تفتح جهنم افواهها فاغرة... تنتظره...
والجنة تبسط ذراعيها لاحتضانه..
اوجزنا هنا حيث أن الحقيقة الثالثة من (الكلمة العاشرة) قد أوضحت هذه الحقيقة بجلاء.
وهكذا، اوردنا هاتين الآيتين مثالاً، وعليك أن تقيس وتتتبع مثلها في سائر الآيات الكريمة التي تتضمن براهين عقلية لطيفة كثيرة.
فتلك عشرة كاملة من المنابع والمدارات التي تنتج حدساً صادقاً وبرهاناً قاطعاً على الحشر. وكما أن الحدس الثابت والبرهان القوي دليل قطعي على حدوث القيامة والحشر الجسماني ويقتضيه، كذلك الأسماء الإلهية الحسنى: الحكيم، الرحيم، الحفيظ، العادل، واغلب الأسماء الحسنى تقتضي يوم القيامة والسعادة الخالدة، وتدل على تحققها ووقوعها قطعاً، كما أثبتناها في (الكلمة العاشرة).
لذا فمقتضيات الحشر والقيامة اصبحت لدينا قوية ومتينة الى درجة لا يمكن أن تنفذ اليها شبهة ولا شك مطلقاً.
الأساس الثالث
نعم، كما انه لاشك مطلقاً في مقتضيات الحشر، كذلك لا ريب ابداً في القدرة المطلقة للذي يحدث الحشر، فلا نقص في قدرته، اذ يستوي عنده كل عظيم وصغير وسواءٌ عنده خلق ربيع كامل وخلق زهرة واحدة.
نعم! ان قديراً يشهد بعظمته وقدرته هذا الكون بألسنة شموسه ونجومه وعوالمه حتى بألسنة ذرّاته وما فيها، هل يحق لأي وهم أو وسوسة أن يستبعد عن تلك القدرة المطلقة الحشر الجسماني؟.
ان قديراً ذا جلال يخلق أكواناً جديدة منتظمة في كل عصر ضمن هذا الكون الهائل، بل يخلق في كل سنة دنىً سيارة جديدة منتظمة، بل يخلق في كل يوم عوالم جديدة منتظمة فيخلق باستمرار عوالم ودنى