الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 778
(772-812)

اما الرسالة التي هي أعظم نور فهي متوجهة الى انكشاف سر الأقربية الإلهية؛ الذي تكفيه لحظة خاطفة وآن سيّال. ولهذا ورد في الحديث الشريف ما يفيد أنه رجع في الحال.
والآن نوجه كلامنا الى ذلك الملحد الجالس في مقام الاستماع، فنقول:
ما دام هذا العالم شبيهاً بمملكة في غاية الانتظام، وبمدينة في غاية التناسق، وبقصر في غاية الزينة والجمال، فلابد أن له حاكماً، مالكاً، صانعاً.
وحيث ان ذلك المالك الجليل والحاكم الكامل والصانع الجميل موجود، هناك انسان ذو نظرٍ كلي وذو علاقة عامة بحواسه ومشاعره مع ذلك العالم، وتلك المملكة وذلك القصر.. فلابد ان ذلك الصانع الجليل ستكون له علاقة سامية قوية، مع هذا الانسان المالك للنظر الكلي والمشاعر العامة، ولاشك انه سيكون له معه خطاب قدسي وتوجّه علوي.
وحيث ان محمداً النبي الأمين y قد اظهر تلك العلاقة السامية - من بين مَن تشرفوا بها منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام - بأعظم صورة وأجلاها، بشهادة آثاره، اي بحاكميته على نصف المعمورة وخمس البشر، وتبديله الملامح المعنوية للكائنات وتنويره لها.. لذا فهو أليَقُ وأجدرُ مَن يتشرف بالمعراج الذي يمثل اعظم مرتبة من مراتب تلك العلاقة.




الاساس الثاني
ما حقيقة المعراج؟

لايوجد صوت