سقفٍ لعالم آخر، وبمثابة عرشٍ للربوبية ومركز للتصّرفات الإلهية.
ومع انه يمكن ان تتجلى جميع الأسماء بجميع العناوين في تلك الدوائر وفي الطبقات باعتبار الأحدية، الاّ أنه مثلما يكون عنوان الحاكم العادل هو المستولي والأصل في دائرة العدلية، وسائر العناوين تابعة له ناظرة الى أمره، كذلك (ولله المثل الأعلى) هناك اسمٌ إلهي وعنوان إلهي هو الحاكم المهيمن في كل طبقة من طبقات المخلوقات وفي كل سماء منها، وتكون سائر العناوين ضمنه.
فمثلاً: في ايّ سماء قابل سيدُنا عيسى عليه السلام المتشرف باسم (القدير)، سيدَنا الرسول y، فالله سبحانه وتعالى متجلٍ في دائرة تلك السماء بالذات بعنوان (القدير).
ومثلاً: ان عنوان (المتكلم) الذي تشرف به سيدُنا موسى عليه السلام هو المهيمن على دائرة السماء التي هي مقام سيدنا موسى عليه السلام.
وهكذا فالرسول الاعظم y ، لأنهُ قد حظي بالاسم الاعظم، ولأن نبوته عامة شاملة، وقد نال جميع تجليات الاسماء الحسنى، فان له علاقة اذن مع جميع دوائر الربوبية..
فلابد أن حقيقة معراجه تقتضي مقابلته الانبياء وهم ذوو مقام في تلك الدوائر، ومروره من جميع الطبقات.
المثال الثاني:
ان عنوان (القائد الاعظم) الذي هو من عناوين السلطان، له ظهورٌ وجلوةٌ في كل دائرة من الدوائر العسكرية ابتداءً من دائرة القائد العام ورئاسة الأركان - تلك الدائرة الواسعة الكلية - الى دائرة العريف وهي الدائرة الجزئية الخاصة.
فمثلاً: ان الجندي الفرد يرى نموذج القيادة العظمى ومثالَها في شخص العريف، فيتوجّه اليه ويتلقى الاوامر منه. وحالما يكون عريفاً يجد عنوان تلك القيادة في دائرة رئيـسه رئيس العرفاء فيـتوجه اليها.