الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 802
(772-812)

تفكر واعلان وتشهير، في ذكر وتهليل؟ من ذا يكون تلك الذات المباركة غير محمد الأمين y ؟.
فمثل هذا النبي الكريم y الذي يضاف الى كفة حسناته في الميزان مثل ما قامت به امتُه من حسنات بسر (السبب كالفاعل)... والذي تضاف الى كمالاته المعنوية الصلوات التي تؤديها الامة جميعاً.. والذي يُفاض عليه من الرحمة الإلهية ومحبتها ما لا يحدهما حدود فضلاً عما يناله من ثمرات ما اداه من مهمة رسالته من ثواب معنوي عظيم.. نعم، فمثل هذا النبي العظيم y لا ريب أن ذهابه الى الجنة، والى سدرة المنتهى، والى العرش الاعظم، فيكون قاب قوسين أو أدنى، أنما هو عين الحق، وذات الحقيقة ومحض الحكمة.
الاشكال الثاني:
ايها القاعد في مقام الاستماع! ان هذه الحقيقة التي استشكلتها هي عميقة الغور في ذاتها، وهي عالية سامية الى حدّ لا يبلغها العقل، بل لا يقترب منها، ومع هذا فانها تُرى بنور الايمان.
ونحن هنا سنحاول ان نقرّب الى الافهام شيئاً من تلك الحقيقة العالية ببعض الأمثلة، التي تساعد على ذلك، وهي على النحو الآتي: اذ ما نظر الى هذه الكائنات نظر الحكمة، بدت كأنها شجرة عظيمة وفي معناها، فكما ان الشجرة لها اغصان واوراق وازاهير وثمرات، ففي العالم السفلي - الذي هو شقّ من شجرة الخلقة - تشاهد ايضاً ان العناصر بمثابة اغصانه، والنباتات والاشجار في حكم اوراقه، والحيوانات كأنها ازاهـيره، والأنـاسي كأنهم ثمراته. فالقانون الإلهي الجاري على الاشجار يلزم ان يكون جارياً ايضاً على هذه الشجرة العظمى، وذلك بمقتضى اسم الله (الحكيم)؛ لذا فمن مقتضى الحكمة ان تكون شجرة الخلقة هذه ناشئة ايضاً من نواة، وان تكون النواة جامعةً علـى نمـاذج واسس سائر العوالم فضلاً عن احتوائه على العالم الجسماني؛ لان النواة الاصلية للكائنات المتضمنة لألوف العوالم

لايوجد صوت