الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 804
(772-812)

وقابلياته.
ولقد اثبتنا سابقاً؛ ان الصانع الجليل قد أنشأ هذه الكائنات وزيّنها وكأنها قصر بديع لأجل مقاصد وغايات جليلة.. فالرسول الكريم y الذي هو محور تلك المقاصد ومدارها لابد ان يكون موضع عنايته سبحانه قبل خلق الكائنات، وان يكون اول مَن حظي بتجليه جلّ جلاله.
اذن فهو الأول معنىً، والآخر وجوداً.
وحيث ان الرسول الكريم y اكمل ثمرات الخلق، ومدار قيمة جميع الثمرات، ومحور ظهور جميع المقاصد، يلزم ان يكون نوره اول من نال تجلي الايجاد.
الاشكال الثالث:
هذه الحقيقة لها من السعة مالا تستطيع اذهاننا البشرية الضيقة الاحاطة بها واستيعابها. ولكن نستطيع النظر اليها من بعيد.
نعم، ان المعامل المعنوية للعالم السفلي، وقوانينه الكلية، انما هي في العوالم العلوية. وان نتائج اعمال ما لا يحد من المخلوقات التي تعمّر الأرض - وهي بذاتها محشر المصنوعات - وكذا ثمرات الافعال التي يقوم بها الجن والانس.. كلها تتمثل في العوالم العلوية أيضاً.
حتى ان اشارات القرآن الكريم، ومقتضى اسم الله (الحكيم) والحكمة المندرجة في الكائنات مع شهادات الروايات الكثيرة وأمارات لا حد لها.. تدلّ على ان الحسنات تتمثل بصورة ثمرات الجنة والسيئات تتشكل بصورة زقوم جهنم.
نعم ان الموجودات الكثيرة قد انتشرت على وجه الارض انتشاراً عظيماً.. وانماط الخلقة قد تشعبت عليه الى درجة كبيرة.. بحيث ان اجناس المخلوقات واصناف المصنوعات التي تتبدل وتملأ وتخلى منها الأرض تفوق كثيراً المصنوعات المنتشرة في الكون كله.
وهكذا فمنابع هذه الكثرة والجزئيات ومعادنها الأساس لابد انها

لايوجد صوت