الكلمات | الكلمة الحادية والثلاثون | 807
(772-812)

رغبة جادة أن يعرف – ولو من بعيد – ما يطلب منه سلطانُه الذي أنعم عليه ويشتاق بلهفة ان يعرف ماذا يريد منه مَن أولاه نعمه وأحسن اليه؟ وحتى اذا ما عرف مرضياته يغمره سرور بالغ ويشيع فيه الرضى والاطمئنان بل حتى انه يتمنى من قلبه كله قائلاً: (يا ليت هناك واسطة بيني وبين مولاي لأعرف ما يريد مني، وماذا يرغب ان اكون عليه؟).
نعم، ان الانسان الذي هو في اشد الفاقة الى مولاه سبحانه وتعالى في كل آن، وفي كل أحواله وشؤونه، وقد نال من أفضاله الكريمة، ونعمه السابغة ما لا يعد ولا يحصى، وهو على يقين من أن الموجودات كلها في قبضة تصرفه سبحانه، وما يتألق من سنا الجمال والكمالات على الموجودات، ما هو الاّ ظل ضعيف بالنسبة لجماله وكماله سبحانه.. اقول: ترى كم يكون هذا الانسان مشتاقاً ومتلهفاً لمعرفة ما يرضي هذا الرب الجليل، وإدراك ما يطلبه منه!. لعلك تقدّر هذا!
فهاهو ذا الرسول الكريم y قد أتى بمرضيات رب العالمين وقد سمعها سماعاً مباشراً بحق اليقين من وراء سبعين الف حجاب، أتى بها ثمرة من ثمرات المعراج وقدّمها هدية طيبة الى البشرية جمعاء.
نعم، ان الانسان الذي يتطلع الى معرفة ماذا يحدث في القمر؟ واذا ما ذهب احدهم الى هناك وعاد فأخبر بما فيه ربما يضحي الكثير لأجل ذلك الخبر، وتأخذه الحيرة والاعجاب كلما عرف اخبار ما هنالك..!!
اقول ان كان وضع الانسان هكذا مع اخبار مَن ذهب الى القمر، فكيف تكون لهفته وشوقه لتلقي اخبار مَن يأتي عن مالك الملك ذي الجلال الذي ليس القمر في ملكه الاّ كذباب يطير حول فراش، يطير ذلك الفراش حول سراج من الوف السرج التي تضئ مضيفه..
نعم، لقد رأى الرسول الكريم y شؤون هذا الملك العظيم ذي الجلال وشاهد بدائع صنعته وخزائن رحمته في عالم البقاء. وعاد بعد

لايوجد صوت