رؤيته لها وحدّث البشر بما رآه وشاهده.
فان لم ينصت البشر الى هذا الرسول الكريم y انصات شوق ورغبة وبكل تبجيل واعجاب، فافهم مدى مجافاتهم العقلَ ومجانبتهم الحكمة.
الثمرة الثالثة
انه شاهد كنوز السعادة الابدية ودفائن النعيم المقيم، وتسلّم مفتاحها، وأتى به هدية للانس والجن.
نعم، انه شاهد ببصره - بالمعراج - الجنة الخالدة، ورأى التجليات الابدية لرحمة الرحمن ذي الجلال، وادرك ادراكاً بحق اليقين السعادة الابدية، فزفّ بشرى وجود السعادة الابدية الى الجن والانس.. تلك البشرى العظيمة التي يعجز الانسان عن وصفها، اذ بينما الاوضاع الموهومة تحيط بالجن والانس حيث تُصفَع الموجودات كلها بصفعات الزوال والفراق في دنيا لا قرار لها، وسـيل الزمان وحركات الذرات تجرفها الى بحر العـدم والفراق الابدي.. نعم! فبينا هذه الاوضاع المؤلمة التي تزهق روح الجن والانس تحيط بهما من كـل جانب، اذا بتلك البـشرى السارة تُزَفّ اليهما.. فقس - في ضوء هذا - مدى ما تورثه تلك البـشرى من سعادة وانشراح وسرور لدى الجن والانس اللذين يظنان انهما محكومٌ عليهما بالاعدام الابدي، وانهما فانيـان فناء مطلقاً! ثم افهم بعد ذلك قيمة تلك البشرى! فلو قيل لمحكوم عليه بالاعدام وهو يخطو خطواته نحـو المشنـقة: ان السلطان قد تكرم بالعفو عنك فضلاً عن انه منحك بيتاً عنده. فلك ان تتصور مدى ما يفتح هذا الكلام من آفاق السرور والفرح لدى ذلك المحكوم عليه بالاعدام. ولكي تستطيع ان تتصور قيمة هذه الثمرة وهذه البشرى العظيمة، اجمع جميع ذلك السرور والفرح بعدد الجن والانس لِتقدر مدى قيمة تلك البشرى!
الثمرة الرابعة