الثمرة الاولى
هي رؤية حقائق الاركان الايمانية، رؤية عين وبصر، أي: رؤية الملائكة والجنة والآخرة، بل حتى رؤية الذات الجليلة، فهذه الرؤية والمشاهدة الحقة وهَبَت للكائنات اجمع وللبشرية خاصة خزينة عظيمة لا تنفد، ونوراً أزلياً لا يخبو، وهدية ابدية ثمينة لا تقدّر بثمن؛ إذ أخرج ذلك النور الكائنات قاطبة مما يُتوهم أنها تتردى في اوضاع فانية زائلة مضطربة أليمة.. واظهرها على حقيقتها؛ أنها كتابات صمدانية، ورسائل ربانية قدسية، ومرايا جميلة تعكس جمال الأحدية. مما أدخل السرور والفرح في قلوب جميع ذوي الشعور بل ابهج الكائنات كلها..
ومثلما اخرج ذلك النورُ الكائنات من اوضاع أليمة موهومة أخرج الانسان العاجز امام اعداء لا حدّ لهم، الفقير الى حـاجــات لا نـهــاية لها من اوضــاع فانية ضالة يتخبط فيها. فكشف عن صورته الحقيقية بأنه معجزةٌ من معجزات قدرة الله سبحانه، ومخلوقه الذي هو في أحسن تقويم، ونسخةٌ جامعة من رسائله الصمدانية، ومخاطَبٌ مُدرك لسلطـان الازل والأبد وعبدُه الخاص، ومستحسنُ كمالاته وخليلُه المحبوب، والمعجَبُ بجماله المقدس وحبيبهُ، والضيفُ المكرم لديه والمرشحُ لجنته الباقية.
فيا له من سرور بالغ لا منتهى له، وشوقٍ عارم لا غاية له يمنحه هذا النور لكل من يعتبر نفسه انساناً!
الثمرة الثانية
وهي أنه أتى بأسس الاسلام، وفي مقدمتها (الصلاة). تلك الاسس التي تمثل مرضيات رب العالمين، حاكم الازل والابد.. وقد أتى بها هدية قيّمة وتحفة طيبة الى الجن والانس كافة.
ان معرفة تلك المرضيات الربانية وحدها لتثير لدى الانسان من الرغبة والشوق والتطلع الى فهمها ما لا يمكن وصفه، فضلاً عما تورث من سعادة وانشراح وسرور؛ اذ لا جرم ان كل انسان يرغب