الثانية، فسنشيرـ اشارة فحسب - الى مدى افادتها عن حقيقة سامية وهي كالآتي:
انها تخاطب قائلة: ان السموات والارض لا تبكيان على موت أهل الضلالة. وتدل بالمفهوم المخالف أن السَّموات والارض تبكيان على رحيل أهل الايمان عن الدنيا. أي لما كانَ أهل الضلالة ينكرون وظائف السموات والارض ويتهمونهما بالعبثية ولا يدركون معاني ما يؤديانه من مهام، فيبخسون حقهما، بل لا يعرفون خالقَهما ولا دلالاتهما على صانعهما، فيستهينون بهما، ويتخذون منهما موقف العداء والاهانة والاستخفاف، فلابد ألاّ تكتفي السموات والارض بعدم البكاء عليهم، بل تدعوان عليهم بل ترتاحان لهلاكهم.
وتقول كذلك بالمفهوم المخالف، أن السَّموات والارض تبكيان على موت أهل الايمان لأنهم يعرفون وظائفهما، ويقدرونهما حق قدرهما، ويصدقون حقائقهما الحقة، ويفهمون - بالايمان - ما تفيدان من معانٍ، حيث أنهم كلما تأملوا فيهما قالوا باعجاب: (ما أجمل خلقهما! وما أحسن ما تؤديان من وظائف!). فيمنحونهما ما يستحقان من القيمة والاحترام، حيث يبثون حبهم لهما بحبهم للّه، أي لأجل الله، باعتبارهما مرايا عاكسة لتجليات أسمائه الحسنى. ولهذا تهتز السَّموات، وتحزن الارض، لموت أهل الايمان وكأنهما تبكيان على زوالهم.
سؤال مهم
تقولون:
ان المحبة ليست اختيارية، لا تقع تحت ارادتنا، فانا بمقتضى حاجتي الفطرية احب الاطعمة اللذيذة والفواكه الطيبة، وأحب والديّ وأولادي وزوجتي التي هي رفيقة حياتي، وأحب الأنبياء المكرمين