الكلمات | الموقف الثالث | 884
(867-904)

والأولياء الصالحين، وأحب شبابي وحياتي وأحب الربيع وكل شئ جميل، وبعبارة أوجز أنا احب الدنيا، ولِمَ لا احب كل هذه؟.. ولكن كيف استطيع ان اقدّم جميع هذه الانواع من المحبة للّه، واجعل محبتي لأسمائه الحسنى ولصفاته الجليلة ولذاته المقدسة سبحانه؟ ماذا يعني هذا؟.
الجواب: عليك ان تستمع الى النكات الاربع الآتية:
 النكتة الاولى:
ان المحبة وان لم تكن اختيارية، الاّ انها يمكن ان يُحوَّل وجهُها بالارادة من محبوب الى آخر؛ كأن يظهرَ قبحُ المحبوب وحقيقته مثلاً، أو يُعرَف انه حجابٌ وستار لمحبوب حقيقي يستحق المحبة، أو مرآة عاكسة لجمال ذلك المحبوب الحقيقي، فعندها يمكن ان يُصرَف وجهُ المحبة من المحبوب المجازي الى المحبوب الحقيقي.
 النكتة الثانية:
نحن لا نقول لك: لا تحمل ودّاً ولا حباً لكل ما ذكرتَه آنفاً. وانما نقول اجعل محبتك لما ذكرته في سبيل الله ولوجهه الكريم:
فالتلذذ بالاطعمة الشهية وتذوق الفواكه الطيبة مع التذكر بأنها احسانٌ من الله سبحانه وإنعام من الرحمن الرحيم، يعني المحبة لإسم (الرحمن) واسم (المنعم) من الاسماء الحسنى، علاوة على انه شكر معنوي. والذي يدلنا على ان هذه المحبة لم تكن للنفس والهوى بل لإسم (الرحمن) هو كسب الرزق الحلال مع القناعة التامة ضمن الدائرة المشروعة، وتناوله بالتفكر في انه نعمة من الله مع الشكر له.
ثم ان محبتك للوالدين واحترامهما، انما يعودان الى محبتك لله سبحانه؛ اذ هو الذي غرس فيهما الرحمة والشفقة حتى قاما برعايتك وتربيتك بكل رحمة وحكمة. وعلامة كونهما محبة لوجه الله تعالى، هي المبالغة في محبتهما واحترامهما عندما يبلغان الكبر، ولا يبقى لك فيهما من مطمع. فتُكثر من الشفقة عليهما والرحمة لهما رغم ما يشغلانك بالمشاكل ويثقلان كاهلك بالمشقة. فالآية الكريمة: ﴿إمّا يَبْلُغَنّ

لايوجد صوت