الكلمات | الموقف الثالث | 889
(867-904)

اللذيذة، ثم يُسعَدون في الآخرة بما لذّ وطاب من النعم، بل يزيدهم سبحانه وهو الرحمن الرحيم سعادة ونعيماً بلقاء بعضهم بعضاً وبرؤية الجمال السرمدي هناك.. فكم يكون اسم (الرحمن) و (الرحيم) جديرين اذن بالمحبة؟ وكم تكون روح الانسان تواقة اليهما؟ قس بنفسك ذلك لتدرك مدى صواب قولنا؛ الحمد لله على رحمانيته ورحيميته.
ثم انك تتعلق بالموجودات المبثوثة على الارض وتتألم بشقائها، حتى لكأن الارض برمتها مسكنك الجميل وبيتك المأنوس؛ فاذا ما انعمت النظر تجد في روحك شوقاً عارماً وحاجة شديدة الى اسم (الحكيم) وعنوان (المربي) للذي ينظم هذه المخلوقات كافة بحكمة تامة وتنظيم دقيق وتدبير فائق وتربية رحيمة.
ثم اذا انعمت النظر في البشرية جمعاء تجدك تتعلق بهم وتتألم لحالهم البائسة وتتألم أشد الألم بزوالهم وموتهم، واذا بروحك تشتاق الى اسم (الوارث الباعث) وتحتاج الى عنوان (الباقي، الكريم، المحيي، المحسن) للخالق الكريم الذي ينقذهم من ظلمات العدم ويسكنهم في مسكن اجمل من الدنيا وافضل منها.
وهكذا فلأن ماهية الانسان عالية وفطرته جامعة فهو محتاج بألف حاجة وحاجة الى ألف اسم واسم من الاسماء الحسنى والى كثير جداً من مراتب كل اسم. فالحاجة المضاعفة هي الشوق، والشوق المضاعف هو المحبة والمحبة المضاعفة كذلك هي العشق، فحسب تكمّل روح الانسان تنكشف مراتبُ المحبة وفق مراتب الاسماء. ومحبة جميع الاسماء ايضاً تتحول الى محبة ذاته الجليلة سبحانه، اذ إن تلك الاسماء عناوين وتجليات ذاته جلّ وعلا.
والآن سنبين من بين ألف اسم واسم من الاسماء الحسنى مرتبة واحدة فقط وعلى سبيل المثال من بين الف مرتبة ومرتبة لإسم العدل والحكم والحق والرحيم على النحو الآتي:
ان شئت أن تشاهد ما في نطاق الحكمة والعدل من اسم (الرحمن الرحيم، الحق) ضمن دائرة واسعة عظمى فتأمل في هذا المثال:

لايوجد صوت