الذي يُدار بمثل هذا النظام البديع والميزان الدقيق؟ وهل يمكن لأي سبب مهما كان أن يمدّ يده ليتدخل في هذه الصنعة الباهرة والتدبير الحكيم والربوبية الرحيمة والادارة الشاملة غير الواحد الأحد الحكيم القدير على كل شئ؟..
النكتة الرابعة:
تقول انني احمل انواعاً متباينة من المحبة في نفسي، تتعلق بالاطعمة اللذيذة، وبنفسي وزوجتي وبأولادي ووالديّ وبأحبابي وأصدقائي، وبالأولياء الصالحين والأنبياء المكرمين، بل يتعلق حبي بكل ما هو جميل، وبالربيع الزاهي خاصة وبالدنيا عامة.. فلو سارت هذه الأنواع المختلفة من المحبة وفق ما يأمر به القرآن الكريم، فما تكون نتائجها وما فوائدها؟.
الجواب: ان بيان تلك النتائج وتوضيح تلك الفوائد كلها يحتاج الى تأليف كتاب ضخم في هذا الشأن، لذا سنشير هنا الى نتيجة واحدة او نتيجتين منها اشارة مجملة. وسنبين اولاً النتائج التي تحصل في الدنيا، ثم بعد ذلك نبين النتائج التي ستظهر في الآخرة. وهي كالآتي:
لقد ذكرنا سابقاً: ان انواع المحبة التي لدى ارباب الغفلة والدنيا والتي لا تنبعث الاّ لإشباع رغبات النفس، لها نتائج أليمة وعواقب وخيمة من بلايا ومشقات، مع ما فيها من نشوة ضئيلة وراحة قليلة.
فمثلاً: الشفقة تصبح بلاءً مؤلماً بسبب العجز، والحب يغدو حُرقة مفجعة بسبب الفراق، واللذة تكون شراباً مسموماً بسبب الزوال.. أما في الآخرة فستبقى دون جدوى ولا نفع، لأنها لم تكن في سبيل الله تعالى، او تكون عذاباً أليماً ان ساقت الى الوقوع في الحرام.
سؤال: كيف يظل حب الانبياء الكرام والأولياء الصالحين دون نفع أو فائدة؟
الجواب: مثلما لا ينتفع النصارى المعتقدون بالتثليث من حبهم لسيدنا عيسى عليه السلام، وكذا الروافض من حبهم لسيدنا علي رضى الله عنه!