الكلمات | الموقف الثالث | 900
(867-904)

المنسقة من جمال تجليات الاسماء الحسنى، والى ما وراء تلك الاسماء الحسنى من تجليات الصفات الجليلة.. وهكذا.. ان نتيجة هذه المحبة المشروعة هي:
مشاهدة جمالٍ اسمى من ذلك الجمال الذي شاهدته في المصنوعات بالوف الوف المرات. اي مشاهدة تجليات الاسماء الحسنى وجمال الصفات الجليلة بما يليق بالجنة ودار البقاء. حتى قال الامام الرباني السرهندي رضى الله عنه: (ان لطائف الجنة انما هي تمثلات الاسماء الحسنى) فتأمل!.
الاشارة الثامنة:
أما محبتك للدنيا محبةً مشروعة، اي محبتك لها مع التأمل والتفكر في وجهيَها الجميلين اللذين هما: مزرعة الآخرة ومرآة التجليات للأسماء الحسنى فان نتيجتها الاُخروية هي أنه:
سيُهَب لك جنة تسع الدنيا كلها، ولكنها لا تزول مثلها، بل هي خالدة دائمة. وستُظهر لك في مرايا تلك الجنة تجليات الاسماء الحسنى بأزهى شعشعتها وبهائها، تلك التي رأيت بعض ظلالها الضعيفة في الدنيا.
ثم ان محبة الدنيا في وجهها الذي هو مزرعة للآخرة، اي باعتبار الدنيا مشتلاً صغيراً جداً لاستنبات البذور لتتسنبل في الآخرة وتثمر هناك، فان نتيجتها هي:
أثمار جنة واسعة تسع الدنيا كلها، تنكشف فيها جميع الحواس والمشاعر الانسانية التي يحملها الانسان في الدنيا كبُذيرات صغيرة، انكشافاً تاماً ونمواً كاملاً، وتتسنبل فيها بُذيرات الاستعدادات الفطرية حاملة جميع انواع اللذائذ والكمالات.. هذه النتيجة ثابتة بمتقضى رحمة الله الواسعة وحكمته المطلقة. وهي ثابتة كذلك بنص الحديث الشريف واشارات القرآن الكريم.
ولما كانت محبتك للدنيا ليست لذلك الوجه المذموم الذي هو راس كل خطيئة، وانما هي محبة متوجهة الى وجهَيها الآخرين اي الى الأسماء الحسنى والآخرة، وقد عقدت - لأجلهما - اواصر المحبة

لايوجد صوت