الكلمات | الموقف الثالث | 897
(867-904)

منها بما يلائمها ويستحقها من جزاء.
ان النتائج العاجلة للأنواع المتعددة من المحبة - المذكورة سابقاً - يشعر بها كل انسان شعوراً وجدانياً، ويستدل على شعوره هذا ويتيقن منه بحدس صادق.
اما نتائجها الاُخروية فقد اثبتتها اثنتا عشرة حقيقة من الحقائق الساطعة للكلمة العاشرة والاسس الستة الباهرة للكلمة التاسعة والعشرين.
أما تفصيلها فهو ثابت قطعاً بالقرآن الكريم الذي هو أصدق كلام وابلغ نظام وهو كلام الله الملك العزيز العلام، في تصريح آياته البينات وتلويحها وفي رموزها واشاراتها.. لذا لا نرى داعياً لإيراد براهين مطولة في هذا الشأن، علماً اننا سردنا براهين كثيرة جداً في (كلمات) اخرى وفي المقام الثاني العربي من الكلمة الثامنة والعشرين الخاصة بالجنة وفي الكلمة التاسعة والعشرين.
الاشارة الاولى:
ان النتيجة الاُخروية للمحبة المشروعة المكللة بالشكر للّه، نحو الاطعمة اللذيذة والفواكه الطيبة في الدنيا، هي تلك الاطعمة والفواكه الطيبة اللائقة بالجنة الخالدة.. كما ينص عليه القرآن الكريم. هذه المحبة، محبة ذات اشتياق واشتهاء لتلك الجنة وفواكهها. حتى ان الفاكهة التي تأكلها في الدنيا وتذكر عليها (الحمد لله) تتجسم في الجنة فاكهة خاصة بها وتقدّم اليك طيبة من طيبات الجنة. فأنت تأكل هنا فاكهة، وهناك (الحمد لله) مجسمة في فاكهة من فواكه الجنة.. وحيث انك تقدم شكراً معنوياً لذيذاً برؤيتك الانعام الإلهي والالتفات الرباني في الاطعمة والفواكه التي تتناولها هنا، فستسلم اليك هناك في الجنة اطعمة لذيذة وفواكه طيبة، كما هو ثابت في الحديث الشريف وباشارات القرآن الكريم، وبمقتضى الحكمة الإلهية ورحمتها الواسعة.
الاشارة الثانية:
ان نتيجة المحبة المشروعة نحو النفس، اي محبتها المبنية - في

لايوجد صوت