اشبه ما يكون برسالة ربانية زاهية تفتح للمخلوقات. فخيالك والزمن شبيهان بالشريط السينمائي يديمان لك لذة المشاهدة هذه، ويجددان دوماً تلك المعاني التي تحملها رسالة الربيع. فلا يكون حبك اذن مؤقتاً ولا مغموراً بالأسف والأسى، بل صافياً خالصاً لذيذاً ممتعاً.
أما حبك للدنيا، فلانه حب لله ولأجله سبحانه، فان موجوداتها المثيرة للرعب والدهشة تصبح لك اصدقاء مؤنسين، ولأنك تتوجه اليها بالحب من حيث كونها مزرعة الآخرة، تستطيع ان تجني من كل شئ فيهاما يمكن ان يكون ثمرة من ثمار الآخرة، أو تغنم منها ما يمكن أن يكون رأس مال للآخرة. فمصائبها اذن لا تخيفك وزوالها وفناؤها لا يضايقك. وهكذا تقضي مدة أقامتك فيها، وانت ضيف مكرم.. ولكن لو كان حبك لها كحب ارباب الغفلة، فقد قلنا لك مراراً: ستغرق نفسك وتفنى بحبٍ ساحقٍ، خانق، زائل، لا طائل وراءه ولا نفع!.
وهكذا فقد حاولنا ان نُري لطيفة واحدة من مئات اللطائف التي تعود لكلٍ مما ذكرتَه، عندما يكون حبك له وفق ارشاد القرآن الكريم، واشرنا في الوقت نفسه الى واحد من مئات اضرار ذلك الحب إن لم يكن وفق ما يأمر به القرآن الكريم.
فان كنت تريد أن تدرك نتائج هذه الانواع المختلفة من المحبة في دار البقاء وعالم الاخرة، مثلما اشارت اليها الآيات البينات للقرآن الكريم، فسنبين لك بياناً مجملاً فائدة واحدة اُخروية من فوائد تلك الأنواع المشروعة من المحبة، وذلك في تسع اشارات، بعد ان نقدم بين يديها مقدمة:
المقدمة
ان الله سبحانه وتعالى، بالوهيته الجليلة، ورحمته الجميلة،