الكلمات | الموقف الثالث | 898
(867-904)

الدنيا - على رؤية نقائصها دون محاسنها، ومحاولة إكمالها، وتزكيتـها ورعايتـها بالشفـقة والرأفة، ودفعها الى سبيل الخير، هي اعطاء البارئ عز وجلّ محبوبين يليقون بها وبالجنة، فالنفس التي عـافـت - في الـدنيـا - هـواهـا وشـهواتها وتركـت رغباتهـا في سبيل الله، وأستعمل ما فيها من اجهزة متنوعة على أفضل وجه وأتمه، سيمنحها البارئ الكريم سـبحانه - مكـأفـاة علـى هـذه المحـبـة المشـروعـة المـكـلـلـة بالعبـودية لله - الحور العين المترفلات بسبعين حلة من حلل الجنة المتنوعة بانواع لطائفها وزينتها، والمتجملات بسبعين نوعاً من انواع الحسن والجمال حتى كأنهن جنة مجسمة مصغرة تنبض بالروح والحياة، لتقرّ بها عينُ النفس التي اطاعت الله وتهدأ بها المشاعر التي اطمأنت الى اوامر الله.. فهذه النتيجة لا ريب فيها، اذ الآيات الكريمة تصرح بها يقيناً.
ثم ان نتيجة المحبة المتوجهة نحو الشباب في الدنيا، اي صرف قوة الشباب ونضارته في العبادة والتقوى، هي شباب دائم خالد في دار البقاء والنعيم المقيم.
الاشارة الثالثة:
أما النتيجة الأخروية لمحبة الزوجة المؤسسة على حُسن سيرتها وجميل خصلتها ولطيف شفقتها، والتي تصونها عن النشوز وتجنبها الخطايا والذنوب، فهي:
جعل تلك الزوجة الصالحة محبوبة ومحبة وصديقة صدوقة وأنيسة مؤنسة، في الجنة، جمالُها ابهى من الحور العين، زينتها ازهى من زينتهن، حسنها يفوق حسنهن.. تتجاذب مع زوجها اطراف الحديث، يستذكران احداث ايام خلت.. هكذا وعد الرحيم الكريم. فما دام قد وعد فسيفى بوعده حتماً.
الاشارة الرابعة:
أما نتيجة محبة الوالدين والاولاد فهي ان الرحمن الرحيم جل وعلا يُحسن الى تلك العائلة السعيدة المحظوظة - رغم تفاوت مراتبهم في الجنة - لقاء بعضهم البعض والمعاشرة والمجالسة والمحادثة فيما

لايوجد صوت