بينهم بما يليق بالجنة ودار البقاء، كما هو ثابت بنص القرآن الكريم. وينعم على اولئك الآباء بملاطفة اولادهم الذين توفوا في دار الدنيا قبل سن البلوغ، ويجعلهم لهم ولداناً مخلّدين، في ألطف وضع وأحبّه الى نفوسهم، وبهذا تطمئن رغبة مداعبة الاطفال المغروزة في فطرة الانسان، فيستمتعون بمتعة خالدة وذوق دائم في الجنة، حيث خُلّد لهم اطفالُهم الصغار - الذين لم يبلغوا سن التكليف - ولقد كان يُظن أن ليس في الجنة مداعبة الاطفال، لأنها ليست محلاً للتوالد. ولكن الجنة لأنها تحوى افضل لذائذ الدنيا واجودها، فملاطفة الاولاد ومداعبة الاطفال لابد انها موجودة فيها بأفضل صورها واجمل اشكالها.. فيا بشرى أولئك الآباء الذين فقدوا اطفالهم في دار الدنيا!.
الاشارة الخامسة:
ان نتيجة محبتك لصالح الأصدقاء والأقرباء التي يتطلبها (الحب في الله)، انما هي في جلوسكم على سُرُر متقابلين ومؤانستكم بلطائف الذكريات، ذكريات ايام الدنيا وخواطرها الجميلة، وقضاء وقت ممتع وجميل بهذه المحاورة والمجالسة. كما هو ثابت بنص القرآن الكريم.
الاشارة السادسة:
أما نتيجة محبة الأنبياء عليهم السلام والأولياء الصالحين حسب ما بينه القرآن الكريم - فهي كسب شفاعة اولئك الأنبياء الكرام والأولياء الصالحين في عالم البرزخ، وفي الحشر الأعظم فضلاً عن الاستفاضة - بتلك المحبة - من فيوضات مقاماتهم الرفيعة ومراتبهم العالية اللائقة بهم.
نعم، ان الحديث الشريف ينص على أن (المرء مع من احب) فالانسان اذن يستطيع ان يرتفع الى أعلى مقام وارفعه بما نسج مع صاحبه من اواصر المحبة وبانتمائه اليه واتباعه له.
الاشارة السابعة:
ان محبتك للاشياء الجميلة وللربيع، اي نظرك اليها من زواية قولك: (ما اجمل خلقه!) وتوجيه محبتك الى ما وراء ذلك الشئ الجميل من جمال الافعال وانتظامها، والى ما وراء تلك الافعال