الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 944
(905-964)

النابض بالحياة، فهي تشهد شهادةً أقوى من شهادتها على الربيع الحاضر، لأن كل ربيع يأتي في المستقبل إنما يأتي اليها من العدم، ومن غير شئ، ويبعث الى المكان المعين، ومن ثمة تُحمَّلُ عليه وظيفة خاصة.
فيا أيها الغافل المطموس في أوحال الطبيعة، والغارق فيها!
إنَّ مَنْ لا تظهر يدُ حكمته وقدرته في المستقبل الآتي كله، ومَنْ لا يترك بصمات هذه اليد على الماضي الذاهب كله، كيف يستطيع - وأنَّى له ذلك - أن يتدخل في حياة هذه الأرض؟ فهل يمكن للمصادفة والطبيعة اللتين هما من غير شئ أن يتدخلا في أمر الحياة على الأرض؟
إن كنت صادقاً وراغباً في نجاة نفسك من هذه الورطة، فادنُ من الحقيقة وقل:
ان الطبيعة إن كانت شيئاً موجوداً فهي كُرَّاس القدرة الإلهية ليس الاّ. أما المصادفة فهي ليست الاّ ستار الحكمة الإلهية الخفية الذي يسترُ جهلَنا.

النافذة الخامسة والعشرون
إن المضروب يدل بالضرورة على فاعل، وهو الضارب، والمصنوع المُتْقَنُ يستوجب الصانِعَ المتقِنَ، ووجود الولد يقتضي الوالد، والتحت يستلزم الفوق... وهكذا..
وقد أطلق العلماء على أمثال هذه الصفات مصطلح (الامور الإضافية) أي النسبية، أي لا يحصل الواحد دون الآخر.
فجميع ما في هذه الأمور من (إمكان) سواء في جزئيات الكون أو كلياته، تدل على (الوجوب). وما يُشَاهدُ في الجميع من انفعالات تدل على فعل واحد، وما يشاهد في جميعها من مخلوقية تدل على الخالقية، وما يشاهد فيها من كثرة وتركيب يستلزم الوحدة.

لايوجد صوت