الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 947
(905-964)

وهكذا فالجمال الذي يشع من وجه الكون.. والعشق الذي يخفق به قلبه.. والانجذاب الذي يمتلئ به صدره.. والكشف والشهود الذي تبصره عينه.. والروعة والإبداع في مجموع الكون كله.. يفتح نافذة لطيفة جداً ونورانية ساطعة أمام العقول والقلوب اليقظة، يتجلى منها ذلك الجميل ذو الجلال، الذي له الأسماء الحسنى، وذلك المحبوب الباقي والمعبود الأزلي.
فيا أيها المغرور التائه في ظلمات المادية! ويا أيها الغافل المتقلب في ظلمات الأوهام والمختنق بحبال الشبهات! عُد الى رشدك، واسمُ سمواً لائقاً بالانسان، أنظر من خلال هذه المنافذ الاربعة، وشاهد جمال الوحدانية، وأظفر بكمال الايمان، وكن انساناً حقيقياً.



النافذة السابعة والعشرون
﴿الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكيلٌ﴾(الزمر:62).
سنطل من هذه النافذة على ما في موجودات الكون من (أسباب ومسبـَّبات) فـنرى ان اسمـى الأسبـاب وأشرفها قاصـرةٌ يدُهـا عـلى بلوغ أدنى المسببات وعاجزة عن ادراك ما ينجم عنها. فالأسباب إذن ليست الاّ ستائر وحجباً، فالذي يوجِد (المسبَّبات) هوغير الأسباب. ولنوضح الكلام بمثال:
القوة الحافظة في ذهن الانسان، وهي بحجم حبة من خردل موضوعة في زاوية من زوايا دماغه، نراها وكأنها كتاب جامع شامل، بل مكتبة وثائقية لحياة الانسان، حيث تضم مستندات جميع أحداث حياته من دون اختلاط ولا سهو. تُرى أي سبب من الأسباب يمكن ان يبرز لتوضيح وتفسير هذه المعجزة الظاهرة للقدرة الإلهية؟ أهو تلافيف الدماغ؟ أم أن ذرّات حجيرات الدماغ وهي بلا شعور

لايوجد صوت