الكلمة الحادية والثلاثين، رسالة (المعراج) وفي الكلمة التاسعة عشرة، رسالة (دلائل النبوة) وفي المكتوب التاسع عشر، رسالة (المعجزات الأحمدية) لذا فنحن نستعيد هنا بذاكرتنا بعض ما هو مذكور في تلك الرسائل، ونحيل اليها، إلاّ أننا نقول:
ان الرسول الإكرم عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي هو برهان التوحيد الناطق، قد أعلن التوحيد واظهره بجلاء، وبيّنه للبشرية أبلغ بيان، في جميع سيرته العطرة، وبكل ما وهبه الله من قوة، فهو الذي يملك بجناحي الرسالة والولاية قوة إجماع وتواتر جميع الأنبياء الذين أتوا قبله، وقوة تواتر واجماع جميع الأولياء والأصفياء الذين أتوا بعده. وفتح بهذه القوة الهائلة نافذة واسعة عظيمة سَعَة العالم الاسلامي إزاء معرفة الله سبحانه، فبدأ يتطلع منها ملايين العلماء المحققين والأصفياء والصديقين أمثال: الإمام الغزالي والإمام الرباني ومحي الدين بن عربي والشيخ الكيلاني، فهؤلاء وغيرهم يتطلعون من هذه النافذة المفتوحة، ويبينونها للآخرين.
فهل هناك من ستار يا ترى يمكن اسداله على هذه النافذة العظيمة! وهل أنَّ مَنْ لا ينظر من هذه النافذة يملك شيئاً من العقل، فاحكم أنت!
النافذة الثالثة والثلاثون
﴿اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى اَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً﴾(الكهف:1)
﴿الر كِتَابٌ اَنْزَلْنَاهُ اِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلىَ النّورِ﴾(ابراهيم:1)
تأمل وأعلم ان ما ذُكر في جميع (النوافذ) السابقة ما هو إلاَّ بضع قطرات من بحر (القرآن الكريم)، فاذا كان الأمر هكذا فانك تستطيع الآن قياس الامداء العظيمة لأنوار التوحيد التي تفيض من بحر الحياة في القرآن الكريم، ولو أننا نظرنا - مجرد نظرة بسيطة ومجملة - الى منبع جميع تلك النوافذ، وكنزها وأصلها وهو القرآن العظيم، لوجدناه