الكلمات | اللوامع | 1026
(965-1035)

ان اغصان شجرة الخليقة تقدم ثمرات النعم وتوصلها ظاهراً الى أيدي الأحياء في كل ناحية من أنحاء العالم.
بل تقدم اليكم تلك الثمرات بتلك الاغصان من يد الرحمة ويد القدرة.
فقبّلوا يد الرحمة تلك، بالشكر،
وقدّسوا يد القدرة تلك، بالامتنان.
بيان الطرق الثلاث المشار اليها في ختام سورة الفاتحة
يا اخي! يا من امتلأ صدره بالامل المشرق! امسكْ خيالك في يدك، وتعال معي.. نحن الآن في ارض واسعة، ننظر الى جوانبها، دون ان يرانا أحد، ولكن اُلقي علينا غيم اسود مظلم فهبط على جبالٍ شمٍ، حتى غطى وجه ارضنا بالظلمات، بل كأنه سقف صلب كثيف.. الاّ انه سقف تُرى الشمس من جهته الاخرى.
ولكننا نحن تحت ذلك الغيم الكثيف، لا نكاد نطيق ضيق الظلمات، ويخنقنا الضجر والانقباض، ففقدان الهواء مميت!.
واذ نحن في هذه الحالة من الضيق الخانق انفتحت امامنا ثلاث طرق تؤدي الى ذلك العالم المضئ. ولقد اتيناه مرةً وشاهدناه من قبل. فمضينا من الطرق الثلاث، كل على انفراد:
 الطريق الاولى:
معظم الناس يمرون منها، فهي سياحة حول العالم؛ والسياحة تشدّنا اليها.. فها نحن ندرج في الطريق نسير مشياً على الاقدام.. فها تجابهنا بحار الرمال في هذه الصحراء الواسعة.. انظر كيف تغضب علينا. وتستطير غيظاً وتزجرنا زجراً.. وانظر الى امواجٍ كالجبال لهذا البحر العظيم.. انها تحتد علينا وها نحن في الجهة الاخرى.. والحمد للّه. نتنفس الصعداء.. نرى وجه الشمس المضئ. ولكن لا أحد يقدّر مدى ما قاسينا من اتعاب وآلام.
ولكن وا أسفى! لقد رجعنا مرة ثانية الى هذه الارض الموحشة التي اطبقت عليها الغيوم بالظلمات ونحن احوج ما نكون الى عالم

لايوجد صوت