الكلمات | اللوامع | 1029
(965-1035)

أما الهدى القرآني، وهو الصراط المستقيم، فهو الطريق الثالثة فهي التي تبلغنا هناك.
اللّهم اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. آمين.

كل الالام في الـضلالة وكل اللذائذ في الايمان
(حقيقة كبرى تزيّت بزي الخيال)
ايها الصديق الفطن!
ان شئت ايها العزيز ان ترى الفرق الواضح بين (الصراط المستقيم) ذلك المسلك المنور (وطريق المغضوب عليهم والضالين) ذلك الطريق المظلم! تناول اذن يا اخي وهْمَك واركب متن الخيال. سنذهب سوية الى ظلمات العدم، تلك المقبرة الكبرى المليئة بالاموات. ان القدير الجليل قد أخرجنا من تلك الظلمات بيد قدرته، واركبنا هذا الوجود، وأتى بنا الى هذه الدنيا.. الخالية من اللذة الحقة.
فها نحن قد اتينا الى هذا العالم، عالم الوجود.. هذه الصحراء الواسعة. وأعيُننا قد فُتحت فنظرْنا الى الجهات الست، وصوّبنا نظرنا الى الامام واذا البلايا والالام تريد الانقضاض علينا كالاعداء.. ففزعنا منها، وتراجعنا عنها.
ثم نظرنا الى اليمين والى الشمال مسترحمين العناصر والطبائع، فرأيناها قاسية القلوب لا رحمة فيها، وقد كشرت عن اسنانها تنظر الينا بنظرات شزرة. لا تسمع دعاءً ولا تلين بكثرة التوسل. فرفعنا ابصارنا مضطرين الى الاعلى مستمدين العون من الاجرام، ولكن رأيناها مرعبة مهيبة، تهددنا، اذ إنها كالقذائف المنطلقة تسير بسرعة فائقة تجوب بها انحاء الفضاء، من دون اصطدام! يا تُرى لو أخطأت سيرها وضلّت، اذاً لانفلق كبد العالم، عالم الشهادة. والعياذ باللّه. أليس امره موكولاً الى المصادفة، هل يأتي منها خير؟! فصرفنا انظارنا عن هذه الجهة يائسين، ووقعنا في حيرة أليمة، وخفـضنا رؤوسنا وفي صدورنا استترنا، ننظر الى نفوسنا ونطالع ما فيها.. فاذا بنا نسمع

لايوجد صوت