الكلمات | اللوامع | 1027
(965-1035)

مضئ يفتح بصيرتنا.
ان كنت ذا شجاعة فائقة فرافقني في الطريق المليئة بالمخاطر، سنخوضها بشجاعة.
وهي طريقنا الثانية:
نثقب طبيعة الارض، ننقب فيها لننفذ ونبلغ الجهة الاخرى. نمضي في انفاق فطرية في الارض والخوف يحيطنا.. فلقد شاهدتُ ــ في زمن ما ــ هذه الطريق ومضيت فيها بوجل واضطراب ولكن كانت في يدي آلة أو مادة تذيب ارض الطبيعة وتخرقها وتمهد السبيل.. تلك المادة اعطانيها القرآن الكريم في الطريق الثالثة.
يا اخي! لا تتركني. اتبعني. لا تخف ابداً. انظر فها امامك كهوف ومغارات كالانفاق تحت الارض، تنتظرنا وتسهّل لنا الطريق الى الجهة الاخرى.
لا تروعك صلابة الطبيعة، فان تحت ذلك الوجه العبوس القمطرير وجه مالكها الباسم. ان تلك المادة القرآنية مادة مشعة كالراديوم.
بشراك يا اخي! فلقد خرجنا الى العالم المنور.. انظر الى الارض الجميلة، والسماء اللطيفة المزينة.. الا ترفع رأسك يا أخي لتشاهد هذا الذي غطى وجه السماء كلها وسما عليها وعلى الغيوم. انه القرآن الكريم.. شجرة طوبى الجنة.. مدّت اغصانها الى ارجاء الكون كله. وما علينا الاّ التعلق بهذا الغصن المتدلي والتشبث به، فهو بقربنا ليأخذنا الى هناك.. الى تلك الشجرة السماوية الرفيعة.
ان الشريعة الغراء نموذج مصغر من تلك الشجرة المباركة.
فلقد كان باستطاعتنا اذن بلوغ ذلك العالم المضئ بتلك الطريق.. طريق الشريعة، من دون ان نرى صعوبة وكللاً.
بيد أننا اخطأنا السير. فلنرجع القهقرى الى ما كنا فيه لنسلك الطريق المستقيم.. فانظر فها هي:
 طريقنا الثالثة:

لايوجد صوت