ولكن البشرية لم تصغ الى هذا الأمر، فتلقّت صفعة قوية(1). وعليها ان تصغي اليه قبل أن تتلقى صفعة اخرى أقوى وأمرّ.
لقد كسر الانسان قيد الأسر وسيكسر قيد الأجر
لقد قلتُ في رؤيا:
ان الحروب الطفيفة بين الدول والشعوب تتخلى عن مواضعها الى صراعات اشد ضرواة بين طبقات البشر؛ لأن الانسان لم يرض في ادواره التاريخية بالأسر، بل كسر الاغلال بدمه. ولكن الآن اصبح أجيراً يتحمل أعباءه، وسيكسرها يوماً ما.
لقد اشتعل رأس الانسان شيباً، بعد أن مرّ بادوار خمسة:
الوحشية والبداوة والرق وأسر الاقطاع، وهو الآن أجير. هكذا بدأ وهكذا يمضي.
الطريق غير المشروع يؤدي الى خلاف المقصود
( القاتل لا يرث)(2) دستور عظيم
ان الذي يسلك طريقاً غير مشروع لبلوغ مقصده، غالباً ما يجازى بخلاف مقصوده.. فمحبة اوروبا غير المشروعة وتقليدها والألفة بها كان جزاؤها العداء الغادر من المحبوب! وارتكاب الجرائم.
نعم، فالفاسق محروم لا يجد لذةً ولا نجاة.
في الجبرية والمعتزلة حبة من حقيقة
يا طالب الحقيقة!
ان الشريعة تنظر الى الماضي والى المصيبة غير نظرتها الى المستقبل والى المعصية.
(1) اشارة مستقبلية قوية حيث لم تسمع البشرية هذا النداء فتلقت صفعة قوية من يد الحرب العالمية الثانية.ـ المؤلف()
(2) حديث شريف رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي واحمد في مسنده.ـ المترجم.