الكلمات | اللوامع | 997
(965-1035)

الاول: العدالة المحضة، ذلك الدستور العظيم الذي ينظر الى الفرد والجماعة والشخص والنوع نظرة واحدة، فهم سواء في نظر العدالة الإلهية مثلما انهم سواء في نظر القدرة الإلهية. وهذه سنة دائمة. الاّ ان الشخص يستطيع - برغبة من نفسه - ان يضحي بنفسه، من دون ان يُضحّى به قطعاً، حتى في سبيل الناس جميعاً. لأن ازهاق حياته وازالة عصمته وهدر دمه بإبطال حق الناس جميعاً شبيه بازالة عصمتهم جميعاً وهدر دمائهم جميعاً.
والسر الثاني: هو لو قتل مغرورٌ بريئاً دون ورع، تحقيقاً لحرصه واشباعاً لنزواته وهوى رغباته، فانه مستعد لتدمير العالم والجنس البشري ان استطاع.

الــضعف يشجع الخصم
ايها الخائف الضعيف!
ان خوفك وضعفك يذهبان سدىً، لا طائل وراءه، بل يكونان عليك لا لك. لانهما يشجعان الآخرين ويثيران شهيتهم لإفتراسك.
ان لله ان يختبر عبده وليس للعبد ان يختبر ربه.
أيها المرتاب!
ان مصلحة محققة لا يضحى بها في سبيل مضرة موهومة. فعليك بالسعي والنتيجة موكولة الى الله تعالى. فان لله ان يختبر عبده ويقول لك ان قمتَ بهذا سأكافئك بكذا، ولكن ليس للعبد ان يختبر ربه قائلاً: فليوفقني الله تعالى في هذا لأعمل هذا كذا. فان قال هكذا فقد تجاوز حدّه.
وقد قال ابليس يوماً لعيسى بن مريم عليه السلام: مادام الأمر كله للّه، ولن يصيبك الاّ ما كتبه عليك فارمِ نفسك من ذروة هذا الجبل، وانظر ماذا يفعل بك؟
فقال له عيسى عليه السلام:
يا ملعون إن لله أن يختبر عبده وليس للعبد أن يختبر ربه!


لايوجد صوت