الكلمات | اللوامع | 1000
(965-1035)

سنابل، اذ هي التي تشكل طينة الكائنات وروابط نظامها وعلائق نقوشها.
اما في الآخرة فهذه الاوامر النسبية تصبح حقائق حقيقية.
فالمراتب التي في الحرارة انما هي ناشئة من تخلل البرودة فيها. ودرجات الحسن هي من تداخل القبح، فالسبب يصبح علة.
فالضوء مدين للظلام، واللذة مدينة للألم، ولا متعة للصحة من دون المرض، ولولا الجنة لما عذبت جهنم، فهي لا تكمل الاّ بالزمهرير، بل لولاه لما احرقت جهنم احراقاً تاماً.
فذلك الخلاّق القديم أظهر حكمته العظيمة في خلق الاضداد، فتجلت هيبته وبهاؤه.
وذلك القدير الدائم اظهر قدرته في جمع الاضداد، فظـهرت عظمته وجلاله.
فما دامت تلك القدرة الإلهية لازمة للذات الجليلة، فبالضرورة لا ضد في تلك الذات. ولا يتخللها العجز، ولا مراتب في القدرة، ونسبتها واحدة لكل شئ، لا يثـقل عليها شئ. وقد اصبحت الشمس مشكاةً لضوء تلك القدرة، وغدا وجه الارض مرآة لتلك المشـكاة بل حتى عيون الندى اصبحت مرايا لها. فالوجه الواسع للبحر مرآة لتلك الشمس كما تظهرهاحبابات ذلك الوجه المتموج. وعيون الندى تتلمع كالنجوم. كل منها يبين الهوية نفسها. فـفي نظر الشمس يتساوى البحر والندى، فالقدرة نظير هذا. اذ بؤبؤ عين الندى شُميسة تلمع، والشمس الضخمة هي ندى صغير، يستلم بؤبؤ عينها الـنور من شمـس القدرة الإلهية فتدور دوران القمر حول تلك القدرة. والسموات بحر عظيم لا ساحل له. تتماوج على وجهها بأمر الرحمن الحبابات، تلك هي الشموس والنجوم.
وهكذا تجلت القدرة ونثرت على تلك القطرات لمعات النور.
فكل شمس قطرة وكل نجم ندى. وكل لمعة صورة.

لايوجد صوت