الكلمات | اللوامع | 1001
(965-1035)

فتلك الشمس العظيمة - الشبيهة بالقطرة - انعكاس خافت لتجلي ذلك الفيض العظيم فلميعةٌ من ذلك الفيض تُحوّل الشمس كوكباً دريّاً
وذلك النجم الشبيه بالندى يمكّن تلك اللميعة من عينه، وتغدو سراجاً، وعينه زجاجة ، تزيد المصباح ضياءً.

ادفن مزاياك تحت تراب الخفاء لتنمو
ياذا المزايا ويا صاحب الخاصية!
لا تظلِم بالتعيّن والتشخص، فلو بقيتَ تحت ستار الخفاء، منحتَ اخوانك بركةً واحساناً.اذ من الممكن ظهورك في كل أخٍ لك، وان يكون هو أنت بالذات، وبهذا تجلب الانظار والاحترام الى كل اخ.
بينما تلقي الظل هنا، بالتعين والتشخص، بعد ان كنت شمساً هناك. فتُسقط شأن اخوانك وتقلل من احترامهم.
بمعنى ان التعيّن والتشخص امران ظالمان.
فلئن كان هذا هو امر المزايا الصحيحة، وصاحبها الصادق وانت تراه، فكيف بكسب الشهرة والتشخص بالتصنع الكاذب والرياء؟!
فهو اذن سر عظيم وحكمة إلهية ونظام أكمل، ان فرداً خارقاً في نوعه يمنح القيمة والأهمية الى افراد نوعه بالستر والخفاء، ودونك المثال:
الولي في الانسان، والأجل في العمر، فقد ظلا مخفيين. وكذا ساعة الاجابة في الجمعة وليلة القدر في رمضان، والاسم الاعظم في الاسماء الحسنى.
والسر اللطيف في هذه الامثلة وقيمتها العظيمة هي:
ان في الإبهام اظهاراً وفي الإخفاء اثباتاً.
فمثلاً في إبهام الأجل موازنة لطيفة بين الخوف والرجاء، موازنة بين توهم البقاء في الدنيا وثواب العاقبة.
فالعمر المجهول الذي يستغرق عشرين سنة ارجح من الف سنة

لايوجد صوت