الكلمات | اللوامع | 1004
(965-1035)

نوع النظر كالنية يقلب العادات الى عبادات
لاحظ بدقة، هذه النقطة:
كما تصبح العادات المباحة بالنية عبادات.
كذلك تكون العلوم الكونية بنوع النظر معارف إلهية.
فاذا ما نظرت الى هذه العلوم نظراً حرفياً، مع دقة الملاحظة والتفكر العميق، من حيث الصنعة والاتقان. أي ان تقول: (ما أبدع خلق هذا! ما أجمل صنع الصانع الجليل!) بدلاً من قولك: (ما أجمله).
نعم، اذا ما نظرت الى الكون من هذه الزاوية تجد ان نقوش المصور الجليل ولمعةَ القصد والاتقان في نظامه وحكمته تنور الشبهات وتبددها.
وعندها تتبدل العلوم الكونية معارف إلهية.
ولكن لو نظرت الى الكائنات بالمعنى الاسمي، ومن حيث «الطبيعة» أي انها تولدت بذاتها، فعندها تتحول دائرة العلوم الى ميدان جهل.
فيا لضياع الحقائق في الأيادي الوضيعة.
وما أكثر الامثلة الشاهدة على هذه الحقيقية.

في مثل هذا الزمان لا يأذن الشرع لنا باختيار الترفّه
كلما نادت اللذائذ ينبغي الاجابة: (كانني أكلت).
فالذي جعل هذا دستوراً له، لم يأكل مسجداً(1).
لم يكن أكثر المسلمين في السابق جائعين. فكان الترفّه جائز

(1) يقع هذا المسجد في حي السلطان محمد الفاتح باستانبول. وقد بناه صاحبه مما ادّخره من الاموال اللازمة لبنائه بقوله: (كأنني أكلت) كلما اشتهت نفسه شيئاً. ومن هنا جاءت التسمية.ــ المؤلف().

لايوجد صوت