الكلمات | الكلمة الثانية عشرة | 173
(169-178)

لشئ حتى لأعظم مخلوق، ولا يرضى حتى بالجنة، تلك النعمة العظمى غاية لعبوديته لله.
ثم أنه تلميذ (متواضع، ليّن هيّن) ولكنه لا يتذلل بارادته لغير فاطره الجليل ولغير أمره وإذنه.
ثم أنه (فقير وضعيف) موقن بفقره وضعفه، ولكنه مستغنٍ عن كل شئ بما ادخره له مالكُه الكريم من خزائن لا تنفد في الآخرة. وهو (قوي) لاستناده الى قوة سيده المطـلقة.
ثم أنه لا يعمل إلاّ لوجه الله، بل لا يسعى إلاّ ضمن رضاه بلوغاً الى الفضائل ونشرها.
وهكذا تفهم التربية التي تربي بها الحكمتان، لدى المقارنة بين تلميذيهما.
 الاساس الثالث:
أما ما تعطيه حكمة الفلسفة وحكمة القرآن من تربية للمجتمع الانساني فهي:
أن حكمة الفلسفة ترى (القوة) نقطة الاستناد في الحياة الاجتماعية.
وتهدف إلى (المنفعة) في كل شئ.
وتتخذ (الصراع) دستوراً للحياة.
وتلتزم (بالعنصرية والقومية السلبية) رابطة للجماعات.
أما ثمراتها فهي اشباع رغبات الاهواء والميول النفسية التي من شأنها تأجيج جموح النفس واثارة الهوى.
ومن المعلوم أن شأن (القوة) هو (الإعتداء).. وشأن (المنفعة) هو (التزاحم) اذ لا تفي لتغطية حاجات الجميع وتلبية رغباتهم.. وشأن (الصراع) هو (النزاع والجدال).. وشأن (العنصرية) هو (الإعتداء) اذ تكبر بابتلاع غيرها وتتوسع على حساب العناصر الاخرى.
ومن هنا تلمس لِمَ سُلبت سعادةُ البشرية، من جراء اللهاث وراء

لايوجد صوت