يفوق الاستفادة من فيض تجلي الضوء من الشمس التي هي في السماء على استفادة فيضها من المرآة، يمكن فهم سمو القرآن الكريم على جميع الكلام الإلهي والكتب السماوية.
فالكتب المقدسة والصحف السماوية تأتي بالدرجة الثانية بعد القرآن الكريم في درجة العلو والسمو. كل له درجته وتفوقه، كل له حظه من ذلك السر للتفوق، فلو اجتمع جميع الكلام الطيب الجميل للانس والجن - الذي لم يترشح عن القرآن الكريم - فانه لا يمكن أن يكون نظيراً قط للقرآن الكريم ولا يمكن أن يدنو الى أن يكون مثله.
واذا كنت تريد أن تفهم شيئاً من أن القرآن الكريم قد نزل من الاسم الاعظم ومن المرتبة العظمى لكل اسم من الاسماء الحسنى فتدبّر في (آية الكرسي) وكذا الآيات الكريمة التالية وتأمل في معانيها الشاملة العامة السامية:
﴿وعندَه مفاتِحُ الغَيب﴾ (الانعام :59)
﴿قل اللّهم مالكَ الملك﴾ (آل عمران :26)
﴿ يُغشي الليلَ النهار يطلُبُه حثيثاً والشمسَ والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ بأمره﴾(الاعراف:54)
﴿يا أرض ابلعي ماءك ويا سماءُ أقلعي﴾ (هود:44)
﴿تسبح له السمواتُ السبعُ والارضُ ومَن فيهن﴾ (الاسراء:44)
﴿ما خَلْقُكُم ولا بَعثُكُم إلاّ كَنفسٍ واحدة﴾ (لقمان:28)
﴿إنّا عرضنا الأمانةَ على السمواتِ والارض والجبال﴾ (الاحزاب:72)
﴿يومَ نطوي السماءَ كطيّ السّجلِ للكتب﴾ (الانبياء:104)
﴿وما قدروا الله حقّ قدرِه والارضُ جميعاً قبضتُه يومَ القيامة﴾(الزمر:67)